حدوتة جدتي:قصة سامي الصغير والعناد الكبير
في إحدى القرى الصغيرة، كان هناك طفل يدعى سامي. كان سامي معروفًا بين أصدقائه وأقاربه بشيء واحد فقط، وهو العناد. فعلى سبيل المثال، إذا طلبت منه والدته أن يرتدي ملابسه الشتوية، كان يرفض بإصرار. وإذا حاول والده إقناعه بالذهاب للنوم مبكرًا، كان يظل مستيقظًا متحديًا. وهكذا، أصبح العناد جزءًا من شخصيته اليومية.

كيف ظهر العناد في مواقف الحياة اليومية
في البداية، كان الجميع يظن أن الأمر مجرد مرحلة عمرية عابرة. ومع ذلك، ومع مرور الوقت، أصبح عناد سامي يزداد قوة. فعندما يطلب منه أصدقاؤه أن يشاركهم اللعب، كان يصر على اختيار اللعبة بنفسه، حتى لو لم تعجب الآخرين. علاوة على ذلك، إذا حاول أحد معلميه في المدرسة تصحيح خطأ له، كان يرفض الاستماع ويجادل بعناد شديد. ومن ثم، بدأت ملامح المشكلة تظهر بوضوح.
العناد كصفة إيجابية أحيانًا
ورغم أن العناد في معظم الأوقات كان مصدر إزعاج، إلا أنه أحيانًا كان يحمل جانبًا إيجابيًا. على سبيل المثال، عندما واجه سامي صعوبة في تعلم ركوب الدراجة، أصر على المحاولة مرارًا وتكرارًا. ومع أنه سقط أكثر من مرة، إلا أن إصراره وعناده جعلاه ينجح في النهاية. وبذلك، يمكن القول إن العناد ليس دائمًا أمرًا سلبيًا، بل يمكن أن يكون دافعًا للنجاح إذا وُجّه بطريقة صحيحة.
مواجهة الأهل لمشكلة العناد
بمرور الأيام، أدرك والد سامي ووالدته أن استمرار هذا السلوك قد يضر بمستقبل ابنهم. ولذلك، قررا أن يتعاملا مع عناده بطريقة مختلفة. بدلاً من الصراخ أو العقاب، اختارا أسلوب الحوار والهدوء. ومن ناحية أخرى، بدأوا يتركون له حرية الاختيار في بعض الأمور الصغيرة، مثل الملابس أو الألعاب، حتى يشعر بالمسؤولية. وبالتالي، بدأ سامي يتعلم تدريجيًا أن الحياة ليست دائمًا كما يريد.
العناد في المدرسة
لم يتوقف الأمر عند البيت فقط، بل انتقل أيضًا إلى المدرسة. ففي أحد الأيام، طلبت المعلمة من التلاميذ القيام بمشروع جماعي. لكن سامي، كالعادة، أراد أن تُنفذ أفكاره فقط. ومع ذلك، وبعد نقاش طويل بينه وبين زملائه، أدرك أن التعاون أهم من التمسك برأيه. ومن هنا، بدأت شخصيته تتغير قليلًا، إذ تعلم أن العناد إذا تجاوز حده قد يؤدي إلى خسارة الأصدقاء.
نقطة التحول
ومع مرور الوقت، وقع حدث غيّر حياة سامي تمامًا. فقد شارك في سباق للجري في قريته. في البداية، كان يرفض الاستماع إلى نصائح مدربه، معتقدًا أنه يعرف الأفضل. ولكن، عندما خسر السباق بسبب عناده، شعر بخيبة أمل كبيرة. ومن ثم، أدرك أن العناد المبالغ فيه لا يجلب سوى الفشل أحيانًا. وهكذا، بدأ يوازن بين التمسك برأيه والاستماع إلى نصائح الآخرين.
العبرة من القصة
إن قصة سامي تعلمنا أن العناد، رغم أنه سلوك شائع لدى الأطفال والكبار، إلا أنه يحتاج إلى توازن. فمن ناحية، يمكن أن يكون العناد قوة دافعة للنجاح والإصرار على تحقيق الأهداف. ولكن من ناحية أخرى، إذا تحول إلى تعنت ورفض للاستماع، فقد يؤدي إلى خسارة كبيرة سواء في العلاقات أو الفرص.
نستطيع القول إن التعامل مع العناد يحتاج إلى الصبر، والحكمة، والتوجيه الإيجابي. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن ندرك أن العناد ليس دائمًا عيبًا، بل قد يكون مفتاحًا للإصرار إذا استُخدم في الطريق الصحيح. وبالتالي، تصبح حياتنا أكثر توازنًا، ونحقق النجاح دون أن نفقد علاقاتنا أو نصطدم بالآخرين.