حدوتة جدتي:قصة سامي والدرس الصعب
في صباحٍ جديد، جلس سامي في غرفته أمام كتاب الرياضيات. ومع ذلك، ورغم محاولاته المتكررة، لم يتمكن من فهم المسألة المعقدة التي أمامه. وكلما حاول مرة جديدة، شعر بالإحباط أكثر. وهكذا بدأ يردد في نفسه: “أنا غبي… مش قادر أفهم زي أصحابي.”
في الواقع، لم يكن سامي ضعيفًا، لكنه كان يحتاج فقط إلى طريقة مختلفة للتعلم. ومع ذلك، كان الحزن يسيطر عليه لأنه قارن نفسه بزملائه الذين يجيبون بسرعة داخل الفصل.
المشكلة: الشعور بالنقص أمام الآخرين
بينما كان في المدرسة، سمع سامي أصدقاءه يتحدثون عن سهولة الدرس. عندها، شعر بخجلٍ شديد، وبدأ يتجنب المشاركة. ومن ناحية أخرى، كان قلبه يزداد ثِقلاً كل يوم لأنه ظن أنه أقل منهم.
لكن، وبمرور الوقت، بدأت المعلمة تلاحظ أن سامي لا يرفع يده في الحصة، ولا يشارك كما كان يفعل من قبل. لذلك قررت أن تجلس معه بعد انتهاء اليوم الدراسي.
الحوار مع المعلمة: بداية التغيير
ابتسمت المعلمة وقالت:
– “يا سامي، لاحظت إنك سكتان كتير في الحصة. في حاجة مضايقاك؟”
تردد سامي قليلًا، ثم أجاب بصوت منخفض:
– “أنا مش فاهم المسائل، وكل مرة أحاول أحس إني غبي.”
عندها ابتسمت المعلمة مرة أخرى وقالت:
– “أولًا، أنت لست غبيًا أبدًا. ثانياً، كل طفل عنده نقاط قوة مختلفة. فمثلًا، ممكن تكون ممتاز في الرسم أو الكتابة أو حتى في الألعاب الرياضية، لكن الرياضيات تحتاج منك صبر وتكرار أكثر.”
وهكذا، بدأت الكلمات المطمئنة تدخل قلب سامي، وتفتح له باب الأمل من جديد.
المثابرة أهم من المقارنة
وبعد ذلك، شرحت له المعلمة قاعدة مهمة جدًا:
– “المقارنة مع الآخرين مش هتفيدك. اللي يفيدك هو المقارنة بنفسك: هل أنت بتتقدم عن مبارح؟ هل بتفهم أكتر من الأسبوع اللي فات؟”
حينئذٍ، أدرك سامي أن النجاح مش معناه أن يكون مثل أصدقائه، بل معناه أن يتقدم خطوة بخطوة. ولذلك، قرر أن يجرب مرة أخرى من غير يأس.
التدريب المستمر: سر الفهم الحقيقي
في المساء، جلس سامي مع والده، الذي خصص وقتًا ليساعده. وبينما كان والده يشرح له، استخدم طرقًا بسيطة وأمثلة من الحياة اليومية، مثل تقسيم قطع الحلوى. وهكذا، ومع تكرار المحاولات، بدأ سامي يفهم الفكرة تدريجيًا.
ومع كل تمرين جديد ينجح فيه، شعر بالثقة تعود إلى قلبه. ومن ثم، بدأ يدرك أن الفهم لا يأتي بسرعة دائمًا، لكنه يأتي بالصبر والإصرار.
النتيجة: النجاح بعد التعب
بعد أسبوعين فقط، فوجئت المعلمة بأن سامي أصبح يرفع يده في الفصل، بل وبدأ يشرح لزملائه ما فهمه. وهكذا، تحول من طفل صامت يائس إلى طفل مثابر واثق بنفسه.
وأخيرًا، أدرك سامي أن “المثابرة أهم من المقارنة”، وأن كل إنسان يتقدم بطريقته الخاصة، ولكن المهم ألا يستسلم.
ما يتعلمه الأطفال من القصة
لكل طفل نقاط قوة مختلفة؛ فلا داعي للمقارنة السلبية.
الصبر والمثابرة هما سر النجاح الحقيقي.
الفشل المؤقت ليس نهاية الطريق، بل بداية التعلم.
الكلمة الطيبة من معلم أو أب أو أم، قد تغيّر شعور الطفل بالكامل.