حدوتة جدتي:قصة سامي والصديق الحقيقي رحلة لاختيار الصحبة الصالحة
في إحدى المدارس كان هناك طفل يدعى سامي، وكان محبوبًا بين زملائه. فقد كان يمتلك شخصية مرحة تجذب الجميع، ولذلك كان لديه الكثير من الأصدقاء في الصف وفي النادي وحتى في الحي الذي يسكن فيه. ومع ذلك، كان يشعر بالحيرة، إذ لم يكن قادرًا على التمييز بين من يستحق أن يكون صديقًا حقيقيًا ومن هو مجرد رفيق وقت اللعب فقط.
بداية المشكلة
على الرغم من كثرة أصدقائه، بدأ سامي يكتشف أن المواقف تكشف معادن الأشخاص. فعلى سبيل المثال، في أحد الأيام نسي كراسته في المنزل وطلب من أحد زملائه أن يُعيره بعض الأوراق، لكنه رفض ساخرًا وقال له: “ابحث عن شخص آخر.” شعر سامي حينها بالخذلان، فقد كان يظن أنه صديقه المقرّب.
وفي يوم آخر، تعرض سامي للسقوط أثناء اللعب فأصيب في ساقه. وبدلًا من أن يساعده بعض أصدقائه، أخذوا يضحكون ويسخرون منه. عندها بدأ يفكر جديًا: “هل كل من يلعب معي هو صديق حقيقي بالفعل؟”
البحث عن الصديق الحقيقي
عاد سامي إلى المنزل وحكى لوالدته ما جرى. ابتسمت الأم وقالت له: “يا بني، الصديق الحقيقي ليس من يشاركك الضحك فقط، بل هو من يقف إلى جانبك في الأوقات الصعبة قبل الأوقات السعيدة. هو من يحافظ على أسرارك، ويشجعك دائمًا على فعل الخير، ويساعدك من دون أن تطلب.”
منذ ذلك اليوم بدأ سامي يراقب تصرفات زملائه باهتمام. ولاحظ أن زميله كريم كان دائمًا يشجعه على الدراسة ويعرض عليه المذاكرة المشتركة، بينما كان صديقه ماجد يزوره في حال مرضه أو يسانده إذا شعر بالتعب. وعلى الجانب الآخر، اكتشف أن بعض الأصدقاء لا يهتمون إلا باللعب واللهو، ويبتعدون عنه عند الحاجة.
الحل واكتشاف الصديق الصحيح
بعد تفكير طويل، قرر سامي أن يُقلل من وقته مع من لا يقفون بجانبه وقت الحاجة، وأن يُقرب منه من يسانده ويهتم به بصدق. فقد أدرك أن الصديق الحقيقي كنز ثمين، يمد صاحبه بالقوة، ويجعله أكثر سعادة وأمانًا.
وبمرور الوقت، أصبح سامي أكثر راحة واطمئنانًا وهو يقضي وقته مع كريم وماجد. وعندما واجه اختبارًا صعبًا، ساعده كريم في المذاكرة، بينما لم يتوقف ماجد عن تشجيعه. عندها قال سامي لنفسه: “الآن عرفت معنى الصداقة الحقيقية، وتعلمت كيف أختار الصديق الصحيح.”
الدرس المستفاد من القصة
تعلم هذه القصة الأطفال أن الصداقة ليست مجرد ضحك ولعب، بل هي مواقف ومساندة في الأوقات العصيبة. ومن المهم أن يعرف الطفل أن الصديق الحقيقي هو من يفرح لنجاحه، ويقف إلى جانبه عند سقوطه، ويشجعه على التقدم والنجاح. أمّا الصديق المزيف فهو من يختفي عند الحاجة ويظهر عند التسلية فقط.