حدوتة جدتي:قصة سر الصيام الناجح
اليوم الأول من رمضان.. بداية التحدي
استيقظ “آدم” مبكرًا على صوت والده يناديه للسحور، فرك عينيه بتعب لكنه شعر بالحماس لأنه سيصوم لأول مرة يومًا كاملًا. تناول بعض التمر مع كوب من الحليب، ثم جلس بجوار والدته التي أوصته بشرب الماء حتى لا يشعر بالعطش لاحقًا. بعد أذان الفجر، صلى مع والده ثم عاد إلى سريره ليستكمل نومه قبل أن يبدأ يومه الطويل.
خلال ساعات الصباح، كان آدم نشيطًا، يلعب مع أخته الكبرى “سارة”، ويشاهد بعض الرسوم المتحركة. لكن مع مرور الوقت، بدأ يشعر بالجوع والعطش، خصوصًا مع ارتفاع حرارة الجو. حاول أن يتجاهل إحساسه بالتعب، لكنه في منتصف النهار شعر بأن معدته بدأت تصدر أصواتًا غريبة. حينها، جاءت والدته وجلست بجانبه قائلة:
- “هل تعلم يا آدم أن الصيام ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب؟ إنه تدريب للنفس على الصبر والتحمل!”
عند اقتراب موعد الإفطار، بدأ آدم يحسب الدقائق المتبقية حتى يسمع صوت الأذان. أخيرًا، عندما حان وقت الإفطار، شرب كوبًا من الماء بفرح، وأكل التمر كما أخبرته والدته أنه سنة عن النبي ﷺ. شعر بالفخر لأنه أكمل أول يوم من رمضان بنجاح.
اليوم الثاني.. التحدي يصبح أصعب
في ثاني يوم رمضان، استيقظ آدم متحمسًا، فهو الآن يمتلك تجربة في الصيام ويظن أنه أصبح أقوى. لكنه سرعان ما أدرك أن اليوم الثاني أصعب من الأول! ففي الصباح، كان يشعر ببعض الإرهاق، ولم يكن لديه نفس الحماس للعب كما في اليوم السابق.
مع مرور الوقت، بدأ آدم يشعر بالعطش أكثر من الجوع، خصوصًا عندما رأى أخته الصغيرة تشرب كوبًا من العصير البارد. حاول أن يبعد نظره عنها، لكنه شعر بضعف شديد. هنا، تدخلت أخته الكبرى “سارة” قائلة:
- “أتعلم ما هو السر في قضاء اليوم دون الشعور بالجوع والعطش؟ عليك أن تشغل نفسك بأشياء مفيدة!”
كيف تجاوز آدم التعب؟
بناءً على نصيحة سارة، بدأ آدم في البحث عن أنشطة تشغله حتى يمر الوقت أسرع. أولًا، قرر أن يقرأ قصة كان قد اشتراها قبل رمضان لكنه لم يجد وقتًا لقراءتها. انغمس في أحداث القصة ونسي قليلًا إحساسه بالجوع. بعد ذلك، بدأ في الرسم، حيث رسم فانوس رمضان والهلال والنجوم، ثم عرض رسمته على والدته التي شجعته بحرارة.
مع اقتراب العصر، بدأ يشعر بالتعب مرة أخرى، لكن هذه المرة قرر أن يستمع لبعض الأناشيد الرمضانية التي جعلته يشعر بالحيوية من جديد.
لحظات ما قبل الإفطار.. هل سينجح؟
عندما اقترب وقت المغرب، جلس آدم بجوار والديه وهو ينظر إلى الساعة كل دقيقة تقريبًا. كان ينتظر الأذان بفارغ الصبر، لكنه شعر بالسعادة لأنه استطاع الصمود ليومين متتاليين!
عندما سمع صوت الأذان أخيرًا، ابتسم قائلاً: “لقد فعلتها! صمت يومين كاملين!” شرب الماء بفرح، ثم نظر إلى والدته قائلاً: “أظن أنني أستطيع أن أصوم الشهر كله!” ضحكت والدته قائلة:
- “شيئًا فشيئًا يا بطل، الصيام ليس مجرد عدد أيام، بل هو رحلة تعلم وصبر!”
ابتسم آدم بسعادة، وعرف أن رمضان ليس مجرد صيام، بل هو فرصة لاكتشاف القوة الداخلية والصبر، وأن كل يوم جديد يحمل معه تحديًا جديدًا!