قصة طفل واجه التأتأة وانتصر

حدوتة جدتي:قصة طفل واجه التأتأة وانتصر

في مراحل الطفولة، قد يواجه بعض الأطفال صعوبات في النطق والكلام، ومن بين هذه التحديات ما يُعرف بالتأتأة. وعلى الرغم من أنها تُعد أمرًا شائعًا بين الأطفال، إلا أن آثارها النفسية قد تكون كبيرة، خاصةً عندما يشعر الطفل بالإحراج أو الخوف من التحدث أمام الآخرين.

في هذه القصة الواقعية، نسلّط الضوء على طفل يُدعى “كريم”، وكيف استطاع بشجاعة أن يواجه التأتأة ويتجاوزها بثقة.

البداية: طفل ذكي ولكن خجول

كان كريم في الصف الرابع الابتدائي، معروفًا بين معلميه بذكائه واجتهاده، لكنه كان يعاني من مشكلة تؤثر على تواصله مع الآخرين؛ فقد كان يتأتئ عندما يتحدث. لذلك، كان كريم يتجنب المشاركة في الفصل، وعلى الرغم من معرفته بالأجوبة الصحيحة، إلا أنه يفضّل الصمت.

ومع مرور الوقت، بدأ بعض زملائه يلاحظون تردده في الكلام، ولسوء الحظ، لم يكن الجميع متفهمًا لحالته. فبعضهم بدأ يضحك عندما يحاول أن يتكلم، مما جعل كريم يشعر بالخجل والانزعاج.

الدعم الأسري: البداية الحقيقية للتغيير

على الرغم من تلك المواقف المؤلمة، كانت عائلة كريم داعمة له بشكل كبير. فقد لاحظ والده ووالدته أنه أصبح أكثر انعزالًا، وبالتالي قرروا التحدث معه. ومع الوقت، بدأ كريم يشرح لهم ما يشعر به، وتحدث عن الخوف الذي ينتابه كلما حاول التحدث أمام زملائه.

ولحسن الحظ، استجاب والداه بسرعة، إذ قاما بالتواصل مع معالج متخصص في اضطرابات النطق والكلام، وبالفعل بدأ كريم جلسات علاجية منتظمة.

قصة طفل واجه التأتأة وانتصر

خطوات صغيرة نحو التحسن

في البداية، لم تكن الجلسات سهلة على كريم، لكنه كان ملتزمًا. وبدعم من المختص، تعلّم كريم استراتيجيات لمساعدته على تخفيف التأتأة، مثل التنفس العميق، واستخدام الإشارات البصرية، والتحدث ببطء وثقة.

علاوة على ذلك، تحدثت معلمة اللغة العربية مع زملائه في الصف عن أهمية احترام الآخرين وتقبّل اختلافاتهم، دون أن تذكر اسم كريم بشكل مباشر، مما ساعد على خلق بيئة أكثر دعمًا.

المفاجأة: عرض تقديمي غير متوقع

بعد مرور شهرين من العلاج، أعلنت المعلمة عن مسابقة داخلية لعرض تقديمي بسيط. في البداية، تردد كريم كثيرًا، لكنه أخيرًا قرر المشاركة. وعلى الرغم من تردده في البداية، إلا أنه استعد جيدًا، وطلب من والدته أن تتدرب معه يوميًا.

ويوم العرض، وقف كريم أمام زملائه بابتسامة خفيفة، ومع أول جملة، شعر بقليل من التأتأة، لكنه لم يتوقف. بل استمر، وتحدث بوضوح، وعبّر عن فكرته بثقة، مما أثار إعجاب الجميع.

منذ ذلك اليوم، تغيّر كريم كثيرًا. أصبح أكثر جرأة في التحدث، وأكثر قبولًا لنفسه. صحيح أن التأتأة لم تختفِ تمامًا، ولكن الأهم أنه لم يعد يخجل منها، بل أصبح يستخدمها كوسيلة لتوعية زملائه بأن كل شخص قد يمر بتحديات، ولكن يمكنه تجاوزها إذا وجد الدعم المناسب.

دروس مستفادة من قصة كريم

  • أولًا، لا يجب أن نحكم على الآخرين من طريقة حديثهم أو اختلافاتهم.

  • ثانيًا، الدعم الأسري والمعنوي له تأثير كبير في تحسين الحالة النفسية للطفل.

  • ثالثًا، التقبل والثقة بالنفس يمكن أن يساعدا الأطفال على مواجهة مشكلاتهم بشجاعة.