قصة عمر وكيف حافظ علي مايحب
في يومٍ من الأيام، كانت هناك بلدة صغيرة يعيش فيها صبي صغير اسمه “عمر”. كان عمر طفلًا طيب القلب، ولكنه لم يكن يهتم كثيرًا بالحفاظ على ممتلكاته، وكان دائمًا يترك ألعابه وكتبه في كل مكان. كان والده يحذره دائمًا قائلًا: “يا عمر، يجب أن تعتني بأشيائك وتحافظ عليها، فهي مهمة وستحتاج إليها لاحقًا.”
لكن عمر لم يكن يستمع، وكان يظن أن الألعاب والكتب ستظل دائمًا موجودة له وقتما شاء.
اختفاء الألعاب
ذات صباح، استيقظ عمر ليجد شيئًا غريبًا: جميع ألعابه اختفت! بحث في كل زاوية من زوايا غرفته، وتحت السرير وفي الخزانة، لكنه لم يجد أي لعبة. شعر بالحزن الشديد لأنه لم يجد شيئًا يلعب به. ذهب إلى والدته يسألها عن الألعاب، فقالت له: “ربما لو كنت تعتني بألعابك، لما اختفت بهذه الطريقة.”
شعر عمر بخيبة أمل كبيرة، لكنه لم يفهم بعد أهمية الاعتناء بأشيائه.
رحلة إلى الحديقة
بعد أن فقد ألعابه، قرر عمر أن يذهب إلى الحديقة للعب مع أصدقائه. ارتدى ملابسه وخرج مسرعًا، لكنه عندما وصل إلى الحديقة اكتشف أن دراجته قد تعطلت لأنها كانت دائمًا ملقاة في الخارج دون عناية أو صيانة. حاول ركوبها، لكنها لم تتحرك. جلس عمر في الحديقة وحده، ينظر إلى أصدقائه وهم يلعبون بدراجاتهم وألعابهم، ويفكر في كل الأشياء التي فقدها بسبب إهماله.
لقاء مع الرجل العجوز
بينما كان جالسًا حزينًا، جاء إليه رجل عجوز يعمل في تصليح الأشياء في الحي. كان هذا الرجل معروفًا بحكمته وخبرته في الحياة. نظر إلى عمر وسأله: “لماذا أنت حزين يا صغيري؟”
أجابه عمر: “لقد فقدت ألعابي ودراجتي تعطلت، ولا أعرف ماذا أفعل.”
ابتسم الرجل العجوز وقال: “كل شيء يحتاج إلى اهتمام وعناية، سواء كانت ألعابًا أو دراجة. عندما تعتني بأشيائك، فهي تعتني بك.” ثم تابع قائلاً: “هل تعلم، يا عمر، أن هناك أشياء كثيرة في الحياة لا تعود إذا لم نحافظ عليها؟ مثل الوقت والصحة والأصدقاء، كل شيء يحتاج إلى رعاية.”
فكر عمر في كلام الرجل العجوز، وقرر أن يتغير. قال للرجل: “أريد أن أبدأ من الآن في الاعتناء بكل ما أملك، ولكن ماذا أفعل بألعابي التي اختفت؟”
رد الرجل: “الألعاب لم تختفِ إلى الأبد. أحيانًا، تأتي الفرص الثانية لمن يتعلمون من أخطائهم.”
المغامرة في البحث عن الألعاب
قرر عمر أن يعود إلى منزله ويبدأ في ترتيب غرفته وتنظيفها. وبينما كان ينظم كتبه ويرتب أغراضه، سمع صوتًا غريبًا قادمًا من تحت السرير. عندما نظر، وجد صندوقًا صغيرًا لم يره من قبل. فتح الصندوق ليجد بعض الألعاب التي كان قد نسيها تمامًا. شعر بالسعادة، وبدأ يفهم أن ألعابه ستعود تدريجيًا إذا استمر في الاعتناء بها.
استمر عمر في البحث في أرجاء المنزل، وفي كل مرة ينظم فيها مكانًا جديدًا، كان يجد ألعابًا أخرى كانت مختبئة تحت الأثاث أو خلف الكتب. كانت هذه الألعاب وكأنها تختبره لترى إذا ما كان قد تعلم الدرس.
تغير حقيقي
بدأ عمر يعتني بكل شيء حوله، لم يعد يترك كتبه مبعثرة ولا ألعابه ملقاة على الأرض. حتى دراجته، أخذها إلى الرجل العجوز ليصلحها، وبعد ذلك كان يحرص على تنظيفها وتخزينها في مكان آمن بعد كل استخدام.
تعلم عمر أن الاهتمام والعناية هما المفتاح للحفاظ على ما نملك. وبعد أن عادت كل ألعابه واعتاد على تنظيم أغراضه، شعر بالرضا والسعادة. في النهاية، فهم عمر أن الحفاظ على الأشياء ليس مجرد واجب، بل هو تعبير عن الامتنان لكل ما نملكه في حياتنا. ومنذ ذلك اليوم، أصبح عمر أكثر حرصًا ومسؤولية، يعلم أن الأشياء الصغيرة التي نعتني بها تعود علينا بالسعادة والأمان.