حدوتة جدتي:قصة كريم مع الإفراط في الحلويات
بداية الحكاية
كان يا ما كان، في يوم من الأيام، طفل صغير اسمه كريم. كان كريم طفلًا مرحًا ويحب اللعب كثيرًا، ولكن من بين كل الأشياء التي يحبها، كان هناك شيء مميز يجذب انتباهه دائمًا، وهو الحلوى. فكلما رأى شوكولاتة أو بونبون أو كيك، لا يستطيع أن يقاوم، بل يمد يده سريعًا ليأكلها.
وبالرغم من أن والدته كانت تنبهه دائمًا وتقول: “يا كريم، الاعتدال في الأكل مهم جدًا، والحلوى إذا زادت قد تؤذي صحتك.” إلا أن كريم لم يكن يستمع كثيرًا، بل كان يظن أن المزيد من الحلوى يعني المزيد من السعادة.
الإسراف في الحلوى
في أحد الأيام، ذهب كريم مع أسرته إلى زيارة بيت جدته. وهناك، كما هو معتاد، أخرجت الجدة صندوقًا مليئًا بالشوكولاتة والحلويات الملونة. وعلى الفور، جلس كريم أمام الصندوق، وبدأ يأكل قطعة تلو الأخرى.
في البداية شعر بالسعادة، ثم مع الوقت لم يكتفِ بقطعة أو قطعتين، بل أكل عشرات القطع. ومع كل قطعة جديدة كان يقول: “آخر واحدة وبعدين أوقف.” ولكنه في الحقيقة لم يتوقف أبدًا.
وبينما كان يستمتع بالطعم اللذيذ، لم يفكر كريم في العواقب. وهنا تأتي المشكلة الحقيقية، لأنه أسرف كثيرًا في تناول الحلوى دون أي تفكير.
بداية المشكلة
بعد مرور ساعات قليلة، بدأ كريم يشعر بألم شديد في بطنه. لم يستطع اللعب مع أبناء عمومته، ولم يستمتع بالجلسة العائلية. جلس على الأريكة واضعًا يده على بطنه وهو يصرخ: “بطني بتوجعني جدًا!”
أسرعت والدته إليه بقلق وسألته:
ماذا أكلت يا كريم؟
أجاب بخجل:أكلت شوية شوكولاتة يا ماما… يمكن كتير شوية.
ضحك الجميع قليلًا، لكن القلق كان واضحًا على وجه الأم. أخذت كريم وذهبت به إلى الطبيب بسرعة.
الدرس من الطبيب
عند الطبيب، فحصه جيدًا وسأله عن طعامه. وعندما عرف أنه أكل كمية كبيرة جدًا من الحلوى، ابتسم الطبيب وقال له بلطف:
“يا كريم، الحلوى لذيذة فعلاً، ولكن إذا أسرفت في أكلها، سوف تتعب معدتك، وقد تسبب لك مشاكل في أسنانك أيضًا. الأفضل أن تستمتع بها باعتدال. قطعة أو قطعتان في اليوم تكفي، ومع ذلك لا تنسَ أن الخضار والفواكه أهم بكثير لصحتك.”
استمع كريم إلى كلام الطبيب بانتباه، وشعر بالندم لأنه لم يستمع لنصيحة والدته من قبل.
التغيير والاعتدال
منذ ذلك اليوم، قرر كريم أن يتغير. لم يتوقف عن أكل الحلوى نهائيًا، ولكنه بدأ يأكلها باعتدال. فإذا قدمت له والدته قطعة شوكولاتة بعد الغداء، كان يأكلها وهو سعيد، دون أن يطلب المزيد.
وعندما يسأله أصدقاؤه في المدرسة: “ليه مش بتاكل كتير زي زمان؟” كان يجيب بثقة:
“لأن الإسراف في الحلوى بيتعب، وأنا عايز أكون قوي وألعب من غير ما يوجعني بطني.”
وهكذا تعلم كريم درسًا مهمًا في حياته: كل شيء جميل إذا كان بقدر، ولكن الإسراف دائمًا يؤدي إلى نتائج سيئة. فالحلوى ليست ممنوعة، ولكن الاعتدال هو السر في الاستمتاع بها دون ضرر.
وبينما كان يشارك تجربته مع أصدقائه، شعر بالفخر لأنه أصبح أكثر وعيًا، وعرف قيمة الاعتدال في الأكل.