حدوتة جدتي:قصة كريم والباب المفتوح
بداية الحكاية
في أحد أيام العطلة، استيقظ كريم مبكرًا كعادته. كان يبلغ من العمر 6 سنوات، ويحب أن يبدأ يومه بمشاهدة الرسوم المتحركة وتناول الحليب بالشوكولاتة. وبينما كانت أمه مشغولة في المطبخ تعد الإفطار، رن جرس الباب فجأة.
ماذا فعل كريم؟
لم ينتظر كريم أن تسأله أمه من الطارق، بل جرى بسرعة نحو الباب، وبدون أي تفكير، فتحه. كان رجلًا غريبًا يقف أمامه، يحمل صندوقًا صغيرًا، ويبتسم ابتسامة واسعة. قال له: “معي هدية لأهلك”. لكن قبل أن يكمل جملته، ظهرت أم كريم مسرعة وأغلقت الباب بسرعة.
قالت له بحدة ممزوجة بالخوف:
– كريم! ما ينفعش تفتح الباب لحد وإنت مش عارفه! لازم تستأذن الأول!
بداية التوعية
في تلك اللحظة، شعر كريم بالخجل، ثم قال بصوت منخفض:
– بس يا ماما هو شكله طيب وكان بيقول إنه جايب هدية.
ردت الأم، وهي تجلس بجانبه بهدوء:
– يا حبيبي، مش كل الناس اللي شكلهم طيب يبقوا آمنين. في ناس بتتظاهر باللطف لكن نواياهم مش كويسة. علشان كده لازم نكون حذرين جدًا، خصوصًا لو كنا في البيت لوحدنا.
لماذا لا يجب فتح الباب للغرباء؟
بدأت الأم تشرح لكريم بأمثلة بسيطة، قائلة:
– شوف يا كريم، زي ما ماينفعش تدخل حد غريب أو غير معروف فصل المدرسة، كمان ماينفعش تفتح الباب في البيت لأي حد ميكونش ماما أو بابا أو حد إحنا عارفينه كويس.
وأضافت:
– فيه قواعد مهمة لازم نتبعها:
لا تفتح الباب أبدًا من غير إذن.
اسأل الأول: مين؟ ولو الشخص غريب، تنادي عليا فورًا.
حتى لو قال إنه من شركة أو بيقول كلام مغري، ماتفتحش.
خليك دايمًا سامع لكلام ماما وبابا في الحاجات دي.
ماذا تعلم كريم؟
وبينما كانت الأم تشرح، بدأ كريم يفهم. قال وهو يهز رأسه:
– يعني ممكن يكون بيضحك عليا، وأنا أفتكر إنه طيب؟
ردت الأم بابتسامة حنونة:
– بالضبط. ومش معنى إننا نخاف من الناس، لكن نكون أذكياء وحذرين.
ثم أكملت:
– الأمان مش معناه الخوف، لكنه معناه نتصرف بعقل ونحمي نفسنا من الخطر.
موقف آخر بعد أيام…
وبعد عدة أيام، تكررت نفس الحكاية. كان كريم في البيت، وسمع جرس الباب يرن. لكن هذه المرة، لم يفتح. بدلًا من ذلك، جرى إلى أمه وقال:
– ماما، في حد بيخبط، تعالي شوفي!
ابتسمت أمه بفخر، واحتضنته قائلة:
– شاطر يا كريم! كده برافو عليك.
قصة “كريم والباب المفتوح” تبيّن أهمية غرس قواعد السلامة والأمان في الأطفال منذ الصغر. ومن خلال الحوار والقدوة الحسنة، يتعلم الطفل كيف يتصرف بحكمة، حتى في المواقف البسيطة.