قصة لعبتي القديمة

حدوتة جدتي:قصة لعبتي القديمة

قصة لعبتي القديمة

في أحد الأيام الهادئة، جلست مريم الطفلة ذات العشر سنوات في غرفتها الصغيرة، محاطة بلعب كثيرة جمعتها على مر السنين. وبين كل هذه الألعاب، كانت هناك دمية قديمة اسمها ليلى. هذه اللعبة كانت الأقرب إلى قلبها، فقد رافقتها منذ كانت في الخامسة من عمرها. ومع ذلك، وبينما كانت مريم تتأملها، بدأت فكرة جديدة تتسلل إلى عقلها.

في البداية، ترددت كثيرًا، لأن ليلى ليست مجرد لعبة عادية، بل هي ذكرى مليئة بالحب والمواقف الجميلة. ولكن مع ذلك، ومع مرور الوقت، أدركت مريم أن هناك أطفالًا آخرين ربما يحتاجون هذه اللعبة أكثر منها.

قرار صعب ولكنه مؤثر

في الواقع، لم يكن قرار التبرع سهلًا على مريم. فمن ناحية، كانت تشعر أنها ستفتقد لعبتها المفضلة، ومن ناحية أخرى، كانت تشعر أن العطاء قد يجلب سعادة أكبر. وهنا بدأت تسأل نفسها: “هل سأكون سعيدة لو رأيت طفلًا آخر يلعب بها؟” ومع التفكير العميق، وجدت أن الإجابة هي نعم.

وبالتالي، قررت مريم أن تضع لعبتها القديمة داخل حقيبة صغيرة وتذهب مع والدتها إلى بيت للأيتام في الحي القريب. كان قلبها يخفق بسرعة، فقد كانت تشعر بمزيج من الفرح والخوف.

الرحلة إلى بيت الأيتام

وبينما كانت السيارة تتحرك، أخذت مريم تنظر من النافذة وتتخيل كيف ستكون ردة فعل الأطفال عندما يرون لعبتها. ومن ثم، بدأت تشعر أن ما تقوم به ليس خسارة، بل مكسب كبير. لأن العطاء، في الحقيقة، لا يُنقص شيئًا من القلب، بل يضيف إليه نورًا ودفئًا.

وعندما وصلت إلى بيت الأيتام، استقبلتهم المديرة بابتسامة حنونة، ورحبت بمريم ووالدتها. ثم أخذتهما إلى قاعة صغيرة مليئة بالأطفال الذين كانوا يلعبون ببعض الألعاب القديمة.

لحظة مؤثرة

اقتربت مريم بخطوات مترددة، ثم أخرجت اللعبة من حقيبتها وقدمتها لطفلة صغيرة تجلس في الزاوية. كانت الطفلة تبدو حزينة، ولكن ما إن رأت الدمية حتى أضاء وجهها بابتسامة صافية مليئة بالفرح. في تلك اللحظة، شعرت مريم بشيء غريب يملأ قلبها، شيء لم تشعر به من قبل.

وبالتأكيد، أدركت مريم أن سعادتها لم تكن في الاحتفاظ باللعبة، بل في رؤية ابتسامة شخص آخر بسببها.

الدروس المستفادة من القصة

من خلال هذه التجربة الواقعية، تعلمت مريم أن العطاء لا يُقاس بحجم ما تعطيه، بل بصدق النية خلفه. وبالإضافة إلى ذلك، عرفت أن الأشياء التي نحبها يمكن أن تحمل سعادة أكبر عندما نشاركها مع الآخرين.

علاوة على ذلك، فهمت أن الحياة أجمل عندما نمد أيدينا للآخرين، لأن كل عمل خير صغير يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا. وهكذا، خرجت مريم من بيت الأيتام أكثر نضجًا، وأكثر وعيًا بقيمة الرحمة والكرم.