حدوتة جدتي:قصة للأطفال عن أهمية الالتزام بالوقت واحترام المواعيد
بداية المشكلة مع المواعيد
في صباح يوم مشمس، استيقظ “عمر” كعادته متأخرًا. ورغم أن والدته نبهته أكثر من مرة على ضرورة النوم مبكرًا، إلا أنه ظل يسهر أمام التلفاز حتى ساعة متأخرة. ونتيجة لذلك، أصبح عمر يواجه مشكلة كبيرة في الالتزام بالمواعيد. على سبيل المثال، يتأخر على المدرسة، ويفقد أحيانًا الحافلة، ويجلس في آخر الصف بعيدًا عن أصدقائه.
ومع ذلك، لم يكن عمر مقتنعًا أن هذا الأمر مشكلة حقيقية، بل كان يظن أن الوصول متأخرًا أمر عادي. لكن، مع مرور الوقت، بدأت تظهر نتائج هذا السلوك بشكل واضح.
الموقف الأول: الكرسي المفضل لم يعد ينتظره
في أحد الأيام، دخل عمر إلى فصله متأخرًا كالعادة. وعندما نظر حوله، اكتشف أن الكرسي الذي يحب الجلوس عليه بجانب صديقه “كريم” أصبح محجوزًا. حاول أن يطلب من كريم أن يترك له مكانًا، ولكن المعلم قال بحزم:
“يا عمر، كل طالب يجب أن يجلس في مكانه فور دخوله الفصل، ومن يأتي متأخرًا لا يلومن إلا نفسه.”
وهنا شعر عمر بالحرج، واضطر أن يجلس في الصف الأخير، بعيدًا عن أصدقائه وعن السبورة. ومن ثم بدأ يواجه صعوبة في متابعة الشرح.
الموقف الثاني: الحافلة التي غادرت بدونه
وفي يوم آخر، استيقظ متأخرًا مرة أخرى. وبينما كان يرتدي ملابسه بسرعة، خرج مسرعًا ليجد أن الحافلة المدرسية قد غادرت بالفعل. عندها اضطر والده إلى توصيله بسيارته الخاصة، مما تسبب في تأخير والده عن عمله.
قال والده بجدية:
“يا عمر، عدم احترامك للمواعيد لا يضر بك وحدك، بل يضر بمن حولك أيضًا.”
وبالرغم من أن عمر لم يجب، إلا أن كلماته ظلت تدور في عقله طوال اليوم.
الموقف الثالث: المباراة التي ضاعت
ومع مرور الأيام، جاء اليوم الذي كان عمر ينتظره بفارغ الصبر، وهو مباراة كرة القدم بين فريقه وفريق المدرسة الأخرى. لكن بسبب استيقاظه المتأخر، وصل بعد أن بدأت المباراة بالفعل. ولسوء حظه، لم يسمح له المدرب بالمشاركة، لأنه لم يحضر في الوقت المحدد.
هنا شعر عمر بالحزن الشديد، لأنه أدرك أن عادة التأخير جعلته يخسر شيئًا يحبه كثيرًا.
التحول: القرار الجديد
بعد هذه المواقف المتتالية، بدأ عمر يفكر بجدية. ومن ثم قرر أن يغير عادته السيئة. ولأجل ذلك، وضع منبهًا ليوقظه مبكرًا، وحرص على النوم في وقت محدد. بالإضافة إلى ذلك، جهز حقيبته المدرسية في الليل بدلًا من الصباح، حتى يوفر وقتًا.
وفي اليوم التالي، استيقظ عمر مبكرًا ووصل إلى الحافلة في موعدها. كما جلس على كرسيه المفضل بجانب صديقه كريم، وتابع الدرس باهتمام. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أصبح أكثر نشاطًا وسعادة.
مع مرور الأيام، التزم عمر أكثر فأكثر بمواعيده. وبالتالي، لاحظ المعلم تغيره وشجعه أمام زملائه. كما قال له المدرب:
“الانضباط هو سر النجاح، واحترام المواعيد دليل على المسؤولية.”
ومنذ ذلك اليوم، لم يعد عمر يتأخر عن المدرسة أو عن أي موعد آخر. لقد تعلم أن احترام المواعيد ليس مجرد التزام وقتي، بل هو قيمة عظيمة تبني الثقة، وتمنح الإنسان احترام الآخرين، وتساعده على النجاح.
وهكذا، فهم عمر أن احترام المواعيد يجعله أكثر تنظيمًا، ويمنحه شعورًا بالثقة، ويجعل الآخرين يعتمدون عليه. ومن ثم أصبح يردد لنفسه دائمًا:
“الوقت مثل الذهب، وإذا ضاع فلن يعود.”