حدوتة جدتي:قصة ليلى والخوف من الغد
في صباحٍ هادئ، جلست “ليلى” أمام نافذتها تنظر إلى السماء الممتلئة بالغيوم. كانت تحب الصباح، ولكن في هذا اليوم، لم تشعر بالراحة المعتادة. فكلّما فكّرت في الغد، غمرها شعور غامض بالخوف والقلق. كانت تتساءل باستمرار: “ماذا لو فشلت؟ ماذا لو لم أحقق أحلامي؟”
ورغم أن عمرها لم يتجاوز الخامسة عشرة، إلا أن الخوف من المستقبل صار يثقل قلبها الصغير.

التفكير الزائد وبداية الخوف
بدأت القصة حين لاحظت معلمتها “أمينة” أن ليلى لم تعد تشارك في الفصل كما كانت تفعل من قبل. وعندما سألتها عن السبب، أجابت ليلى بصوتٍ خافت:
“يا miss، بحس إني مهما ذاكرت، برضو ممكن ما أنجحش. والمستقبل مخيف، كله مجهول.”
ابتسمت المعلمة برفق وقالت:
“كلنا بنخاف من بكرة يا ليلى، بس الفرق بين اللي بينجح واللي بيقف، إن الناجح بيتحرك رغم الخوف.”
كانت الكلمات بسيطة، لكنها تركت أثرًا عميقًا في نفس ليلى، ومع ذلك ظلّت فكرة الفشل تراودها ليلًا ونهارًا.
الصراع الداخلي: بين الخوف والرغبة في التغيير
كل يوم، كانت ليلى تصحو مبكرًا وتعدّ جدولًا للمذاكرة، ثم تفقد حماسها بعد دقائق قليلة. كانت تشعر أن كل مجهودها بلا فائدة.
ومع مرور الأيام، أصبح الخوف من المستقبل يسيطر على كل تفاصيل حياتها. لم تعد تضحك مثل السابق، ولم تعد تستمتع بالأنشطة التي تحبها.
لكن في أحد الأيام، قررت والدتها التحدث معها. قالت لها بحنان:
“يا بنتي، الخوف من المستقبل مش هيمنع بكرة، هو بس هيمنعك تعيشي النهارده.”
كانت هذه الجملة بمثابة مفتاح صغير غيّر طريقة تفكير ليلى.
نقطة التحول: كيف واجهت ليلى خوفها
في اليوم التالي، جلست ليلى تكتب على ورقة صغيرة ثلاث كلمات فقط:
“أنا أقدر أواجه.”
بدأت تقرأها كل صباح، ومع الوقت تحولت الكلمة إلى طاقة إيجابية تدفعها للأمام.
ثم بدأت تلاحظ أن معظم خوفها كان نابعًا من أفكار في رأسها، لا من واقع حقيقي. فحين بدأت تذاكر بتركيز وتخوض التجارب الصغيرة بشجاعة، اكتشفت أن الغد ليس مرعبًا كما ظنّت.
كما ساعدتها معلمتها على وضع أهداف قصيرة المدى بدلًا من التفكير في المستقبل البعيد. كلما أنجزت هدفًا صغيرًا، كانت تشعر بسعادة وثقة أكبر. وهكذا، بدأت رحلة الشفاء من الخوف.
الدرس المستفاد: مواجهة الخوف خطوة بخطوة
من خلال تجربتها، تعلّمت ليلى أن الخوف من المستقبل طبيعي، لكنه لا يجب أن يكون سجنًا.
فبدلًا من القلق المفرط، يمكننا أن نحول الخوف إلى دافع للعمل. كما أن التفكير الإيجابي، والدعم الأسري، وتحديد الأهداف الصغيرة، كلها عوامل تساعد الأطفال والمراهقين على تجاوز هذه المشاعر الصعبة.
وفي نهاية القصة، جلست ليلى أمام نافذتها مرة أخرى، ولكن هذه المرة كانت الشمس مشرقة، والقلب مطمئن. ابتسمت وقالت لنفسها:
“المستقبل مش حاجة نخاف منها، ده حلم لازم نعيش عشانه.”