قصة ليلى والعم خالد

حدوتة جدتي:قصة ليلى والعم خالد

في أحد الأيام الهادئة، جلست الطفلة “ليلى” تلعب بدميتها الصغيرة في غرفة المعيشة. فجأة، سمعت والدتها تتحدث في الهاتف بصوت يبدو عليه القلق. عرفت ليلى أن أحد أقاربها، وهو “العم خالد”، قد دخل المستشفى بسبب وعكة صحية مفاجئة. وعلى الرغم من أن ليلى شعرت بالحزن، إلا أنها في الوقت نفسه شعرت بالفضول لمعرفة ماذا يعني أن يكون شخص ما مريضًا ويحتاج إلى البقاء في المستشفى.

قصة ليلى والعم خالد

الاستعداد للزيارة

وبعد لحظات قليلة، أخبرتها والدتها أنهم سيذهبون لزيارة العم خالد. وهنا شعرت ليلى بمزيج من المشاعر؛ فمن ناحية، كانت متحمسة لرؤيته، ومن ناحية أخرى، كانت قلقة من أن تراه متعبًا. ولذلك، بدأت تطرح أسئلة كثيرة على والدتها:

  • “هل العم خالد بخير؟”

  • “هل سيعود للبيت قريبًا؟”

  • “هل المستشفى مكان مخيف؟”

وبهدوء، أجابتها الأم قائلة: “المستشفى ليس مكانًا مخيفًا يا ليلى، بل هو مكان يذهب إليه الناس حتى يتعافوا، وهناك أطباء وممرضون يساعدون المريض على أن يشعر بتحسن”.

المشهد داخل المستشفى

وعندما وصلت ليلى مع والدتها إلى المستشفى، لاحظت أن المكان مليء بالحركة. فقد رأت ممرضين يسرعون لمساعدة المرضى، وأطباء يتحدثون مع الأهالي، وأطفال صغار يبتسمون رغم مرضهم. وعلى الرغم من أن ليلى كانت متوترة في البداية، إلا أن هذا المشهد جعلها تفكر بأن المستشفى ليس مكانًا للحزن فقط، بل أيضًا مكان للأمل والشفاء.

اللقاء مع العم خالد

وأخيرًا، دخلت ليلى غرفة العم خالد. كان مستلقيًا على سرير المستشفى، وبدا عليه التعب، لكن عندما رآها ابتسم ابتسامة كبيرة. وهنا شعرت ليلى بالراحة والاطمئنان. اقتربت منه، أمسكت يده الصغيرة بيدها، وقالت له: “وحشتني يا عمو، وإن شاء الله هتقوم بالسلامة قريب”.

في تلك اللحظة، أدركت ليلى أن كلماتها البسيطة جعلت العم خالد يبتسم أكثر، وأن زيارتها كان لها أثر إيجابي على نفسيته.

الدروس المستفادة من الزيارة

بعد انتهاء الزيارة، جلست ليلى مع والدتها لتتحدث عن ما تعلمته من هذه التجربة. ومن خلال الحوار، خرجت بعدة دروس مهمة:

  1. الشكر على نعمة الصحة: فقد أدركت أن الصحة من أكبر النعم التي يجب أن نشكر الله عليها دائمًا.

  2. أهمية العطف على المريض: اكتشفت أن الكلمة الطيبة والزيارة الصغيرة يمكن أن تصنع فرقًا كبيرًا في حياة المريض.

  3. قيمة التعاون والتعاطف: رأت كيف يعمل الأطباء والممرضون معًا من أجل مساعدة الناس، فتعلمت أن التعاون هو سر النجاح.

وأثناء عودتها إلى المنزل، قالت ليلى لنفسها: “من الآن فصاعدًا، سأحاول دائمًا أن أساعد من حولي، وأكون لطيفة مع من يحتاج إلى الدعم”. وبذلك، لم تكن زيارة المستشفى مجرد رحلة قصيرة، بل كانت درسًا عظيمًا غيّر طريقة تفكيرها وجعلها أكثر امتنانًا ورحمة.