قصة مريم والكتاب المفقود

حدوتة جدتي:قصة مريم والكتاب المفقود

في صباح يوم مشرق، جلست مريم على مكتبها تبحث عن كتابها المفضل. كان هذا الكتاب يحمل لها الكثير من الذكريات الجميلة، فقد قرأته مرات عديدة واستمتعت بكل كلمة فيه.

لكنها لم تجده في مكانه المعتاد على الرف! بدأت مريم تشعر بالقلق وسألت نفسها: “أين ذهب كتابي؟”.

بدأت مريم رحلة البحث داخل غرفتها، فتشت تحت السرير، بين الوسائد، وحتى داخل حقيبتها المدرسية، لكنها لم تجد شيئًا. قررت أن تسأل والدتها، فقالت لها:
— “ربما نسيته في غرفة المعيشة؟”.
ركضت مريم إلى هناك، وبحثت في كل الزوايا، لكن دون جدوى. عندها تذكرت أنها أخذت الكتاب معها بالأمس إلى مكان آخر، لكنها لم تتذكر إلى أين.

بينما كانت تحاول استرجاع ما حدث، تذكرت فجأة أنها زارت المكتبة العامة يوم أمس! أسرعت إلى والدتها وقالت بحماس:
— “أمي! أعتقد أنني نسيت كتابي في المكتبة!”.
ردت الأم بابتسامة:
— “إذن، لنذهب إلى هناك ونبحث عنه”.

وصلت مريم إلى المكتبة وهي تأمل أن تجد كتابها في المكان الذي جلست فيه بالأمس. توجهت إلى أمين المكتبة وسألته بلطف:
— “هل عثرتم على كتاب مفقود هنا؟”.
ابتسم أمين المكتبة وأجاب:
— “نعم! وجدناه على الطاولة التي كنتِ تجلسين عليها، ووضعناه في قسم الكتب المفقودة”.
تنفست مريم الصعداء وشعرت بسعادة غامرة عندما رأت كتابها بين الكتب الأخرى.

أمسكت مريم بكتابها وعانقته وكأنه كنز ثمين. ثم نظرت إلى أمين المكتبة وقالت:
— “شكرًا جزيلًا لك! لقد تعلمت درسًا مهمًا اليوم، سأكون أكثر حرصًا على ممتلكاتي في المستقبل”.
ابتسم أمين المكتبة وقال لها:
— “هذا رائع يا مريم! الاعتناء بأشيائنا واحترام الأماكن العامة يساعد في جعل العالم مكانًا أفضل للجميع”.

عادت مريم إلى المنزل وهي تشعر بالراحة، فقد استرجعت كتابها العزيز، وتعلمت درسًا لن تنساه أبدًا. عندما وضعت الكتاب في مكانه المعتاد، قالت لنفسها:
— “من الآن فصاعدًا، سأحرص على تتبع أشيائي جيدًا حتى لا أفقدها مرة أخرى!”.

تعلمت مريم أن الاهتمام بالأشياء الشخصية وعدم نسيانها في الأماكن العامة أمر في غاية الأهمية. كما أدركت أن الأمانة والحرص على ممتلكات الآخرين يساعد في الحفاظ على النظام والجمال في المجتمع. فهل سبق لك أن فقدت شيئًا ثم وجدته