قصة ياسين يتكلم أخيرًا

حدوتة جدتي:قصة ياسين يتكلم أخيرًا

بداية الحكاية: ياسين والحي الجديد

في أحد الأحياء الهادئة، انتقلت عائلة ياسين للعيش في منزل جديد بعد أن انتقل والده للعمل في مدينة أخرى. كان ياسين في العاشرة من عمره، طفلاً طيب القلب، يحب مساعدة الآخرين، ويكره المشاكل. ومنذ اليوم الأول له في المدرسة الجديدة، حاول أن يكون ودودًا مع زملائه، ومع ذلك، لم تكن الأمور سهلة.

قصة ياسين يتكلم أخيرًا

أول مواجهة مع الظلم

رغم أنه كان مؤدبًا، إلا أن أحد الأطفال ويدعى “كريم” لم يُعجبه وجود ياسين. في البداية، تجاهله ياسين لأنه لم يحب أن يدخل في خلافات، ولكن مع مرور الأيام، بدأ كريم يتعمد مضايقته. أحيانًا يسخر من طريقة كلامه، وأحيانًا يأخذ أدواته دون إذن. والأسوأ من ذلك، أنه كان يلفّق القصص أمام المعلمة ليظهر ياسين وكأنه الطفل المشاغب.

على الرغم من كل ما يحدث، قرر ياسين أن يصمت. فقد كان يعتقد أن الشكوى تعني الضعف، وأنه يجب أن يتحمل حتى يتغير كريم. لكن، ومع مرور الوقت، بدأت الأمور تزداد سوءًا. ليس فقط كريم، بل بدأ بعض الأطفال في تقليده، ظنًا منهم أن ياسين لن يرد أبدًا.

ذات يوم، أخذ كريم دفتر(الواجب) الخاص بياسين ومزّقه، ثم اتهمه بأنه لم يحضر الواجب من الأساس. عندها، لم يعد ياسين يحتمل، فشعر بأن هذا الظلم قد تجاوزه كثيرًا، وقرر أن يتحدث مع المعلمة.

الشجاعة في قول الحقيقة

ذهب ياسين بعد الحصة إلى المعلمة “نهى”، وروى لها كل ما كان يحدث معه منذ بداية العام الدراسي. استخدم كلمات بسيطة، لكنه تحدث بثقة. وللمفاجأة، لم تغضب المعلمة أو تتجاهله، بل استمعت له باهتمام شديد. بعدها، قررت أن تتحقق من الأمر بنفسها دون أن تشعر أحدًا.

العدالة تنتصر

في الأيام التالية، بدأت المعلمة تلاحظ تصرفات كريم عن قرب. وبالفعل، اكتشفت أنه كان يتنمر على ياسين، وأنه كان يدفع الأطفال الآخرين لفعل الشيء نفسه. وهكذا، دعت المعلمة كريم وأصدقاءه لاجتماع خاص، وشرحت لهم أن ما يفعلونه يعتبر ظلمًا وتنمرًا، وأن المدرسة لا تقبل بذلك أبدًا.

ثم تحدثت معهم عن أهمية الاحترام والتعامل الطيب، وأعطتهم فرصة للاعتذار. بالفعل، اعتذر كريم من ياسين أمام الجميع، وقال إنه لم يكن يتوقع أن صمته يعني الألم، بل كان يظنه مجرد ضعف.

الدرس الذي تعلمه الجميع

منذ ذلك اليوم، تغيّر الوضع تمامًا. أصبح كريم صديقًا لياسين، وبدأ الأطفال يرونه بطريقة مختلفة. لكن الأهم من ذلك، أن ياسين أدرك أن الصمت عن الظلم لا يحل المشكلة، بل يشجع الظالم على الاستمرار.

وبينما استمر ياسين في دراسته، أصبح أكثر شجاعة في الدفاع عن نفسه وعن غيره. فقد عرف أن قول “لا” للظلم ليس تصرفًا خاطئًا، بل هو واجب أخلاقي.

لماذا يجب أن نرفض الظلم؟

في الحقيقة، الظلم قد يأتي بأشكال مختلفة، سواء في المدرسة أو البيت أو حتى بين الأصدقاء. ومع ذلك، من المهم أن يتعلم الطفل أن يسكت عن الخطأ لا يعني أنه شخص جيد. بل عليه أن يتكلم، يطلب المساعدة، ويُدافع عن نفسه وعن الآخرين.

وهكذا، تظل قصة “ياسين” تذكرة لكل طفل أن الصدق، والشجاعة، والعدل… هم طريقك الحقيقي للعيش في سلام.