حدوتة جدتي:قصة يمنى ودفتر الأسرار: قصة عن احترام الخصوصية
في أحد الأيام الهادئة، جلست يمنى على سريرها الوردي الصغير، تمسك دفترها الأزرق المزين بالقلوب. كانت تحبه كثيرًا لأنه كان مكانها الآمن لكتابة أسرارها الصغيرة ومشاعرها الكبيرة.
وبينما كانت تكتب عن يومها في المدرسة، شعرت بسعادة غامرة، لأنها كانت تشعر أن هذا الدفتر يستمع لها دون أن يقاطعها أحد.
بداية القصة: علاقة يمنى بدفترها السري
منذ أن حصلت يمنى على ذلك الدفتر في عيد ميلادها الأخير، أصبحت تكتب فيه كل يوم تقريبًا. أحيانًا تكتب عن صديقتها المقربة “ملك”، وأحيانًا عن ماما عندما غضبت منها، أو حتى عن اللعبة التي أُخذت منها دون سبب. كان هذا الدفتر هو المكان الوحيد الذي تشعر فيه أنها تتكلم بحرية دون خوف.
علاوة على ذلك، كانت يمنى تحتفظ به في درجها السري، تحت مجموعة من الكتب، حتى لا يجده أحد. لم تكن تحب أن يقرأه أحد، ليس لأنها تخبئ شيئًا سيئًا، بل لأنها كانت ترى أن مشاعرها لا تخص غيرها.
ما الذي حدث؟ بداية المشكلة
ومع مرور الأيام، لاحظ أخوها آدم أن يمنى تخفي شيئًا في درجها، وبدافع الفضول، بدأ يراقبها. وفي أحد الأيام، وبينما كانت يمنى تلعب بالخارج، تسلل آدم إلى غرفتها، وفتح الدرج، ووجد الدفتر.
ثم، وبلا تردد، بدأ في تصفحه. قرأ عن مشاعر يمنى، وعن مواقف حدثت بينهما هو وهي، بل وقرأ عن أمور تخص صديقاتها أيضًا. وللأسف، ضحك بصوت مرتفع، بل وذهب ليحكي لصديقه عن بعض ما قرأ.
عندما عادت يمنى إلى غرفتها، لاحظت أن الدفتر لم يكن في مكانه تمامًا. فتشته بسرعة، وشعرت أن أحدهم قرأه. وبعد دقائق قليلة، سمعت ضحكات آدم في الخارج وهو يردد شيئًا كتبته في الدفتر.
عندها، انفجرت بالبكاء، وذهبت إلى والدتها تشتكي مما حدث.
قالت لها ماما بهدوء:
“يا يمنى، أنا فخورة إنك بتكتبي مشاعرك، وده شيء رائع. بس في نفس الوقت، اللي عمله آدم مش صح خالص، ولازم نكلمه.”
جلست ماما مع آدم وطلبت منه أن يستمع. شرحت له أن الخصوصية حق أساسي لكل إنسان، وأن ما فعله يعتبر تعديًا على مشاعر أخته.
ثم قالت له يمنى، وهي لا تزال تبكي:
“أنا مكنتش كاتبة حاجة تزعلك، بس كنت كاتبة حاجات بتخصني أنا… ليه تعمل كده؟”
شعر آدم بالذنب، وقال:
“أنا آسف، كنت بس فضولي… ما كنتش متخيل إن ده ممكن يزعلك كده.”
الدرس المستفاد: احترام الخصوصية يبني الثقة
في نهاية القصة، قرر آدم أن يكتب ليمنى ورقة يعتذر فيها، ووعدها ألا يلمس دفترها مرة أخرى. بل واقترح أن يشتري لها دفتر جديد عليه قفل صغير.
من هنا، فهم آدم أن لكل شخص حدودًا يجب احترامها، وأن الفضول لا يبرر التعدي على الآخرين.
لماذا يجب احترام خصوصيات الآخرين؟
من خلال هذه القصة الواقعية، يتعلم الأطفال أن:
لكل شخص مشاعر يجب احترامها.
الخصوصية ليست شيئًا يمكن التعدي عليه لمجرد الفضول.
التفاهم والاعتذار هما أساس العلاقات السليمة.
الثقة تبنى بصعوبة وتهدم بسهولة، لذا يجب الحفاظ عليها