قصص تربوية تعليمية : سر السنوات الذهبية في عمر الطفل

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية
المشهد الأول: حضن الجدة
في ليلة شتوية هادية، والبرد بيخبط عالزجاج، قعدت الجدة “أم أنس” في الكرسي الهزاز بتاعها، ولفت شال صوف حوالين كتافها. جنبها ابنها “ياسر” بيشرب شاي سخن، وعينه فيها حيرة، وقال لها:
ــ “يا ماما… أنا حاسس إني مش عارف أتعامل مع سيف… ابني! بقى عنده ٧ سنين، بس بحس إنه بيبعد عني كل يوم شوية.”
ابتسمت الجدة بحنية، وربّتت على إيده، وقالت له:
ــ “عارف ليه؟ عشان الوقت بيجري، وهو بيبني جواه صورة الرجولة، وإنت أول طوبة في الصورة دي. وعلشان كده، لازم نبدأ دلوقتي.”
علّمه يعني إيه راجل حقيقي
قالت أم أنس:
“بص يا ياسر، لو ابنك قبل ما يتم ١٠ سنين ما فهمش يعني إيه راجل حقيقي… هيكبر تايه.”
وبصت له بعين فيها حكمة سنين، وقالت:
“علمه إن الراجل مش اللي صوته عالي، ولا اللي بيزعق، الراجل هو اللي قلبه واسع، وبيفكر قبل ما يتصرف.”
وأضافت:
“خليه يحس إنك حضنه وقت الزعل، مش جلاده. الراجل اللي بيخوف ولاده، بيكسرهم مش بيربيهم.”
علمه يقول “أنا زعلان”
“ما تخلهوش يخبّي مشاعره يا ياسر. علمه إنه لما يفرح يضحك، ولما يزعل يقول، ولما يتضايق يبكي من غير ما يخجل.”
ضحك ياسر وقال:
“بس يا ماما… ما هو الولاد لما بيعيطوا، الناس بتقول عليهم ضعاف!”
قصة راعي القلوب حكاية عن الرحمة والحكمة
هزّت أم أنس راسها وقالت:
“اللي بيقدر يعبّر عن نفسه هو اللي قوي. الدموع مش ضعف… الدموع شجاعة، خصوصًا لو نزلت في حضن أبوك.”
علمه الشجاعة والرفض
قالت الجدة بصوت واثق:
“قبل ما يتم ١٠ سنين، لازم يعرف يقول لأ. لو في حاجة غلط، لازم يحس إنه يقدر يرفض، وما يرضيش الناس على حساب نفسه.”
“ما تقولوش ‘اسمع الكلام’ على طول، قوله ‘فكر… واسأل… وقرر الصح’.”
علمه الاحترام من غير ما يتكبر
“علمه يحترم الكبير والصغير، الولد والبنت، الفقير والغني، الخادم واللي بيشيل القمامة. كلنا بشر، واللي يحترم غيره بيكبر في نظر الكل.”
“ما تضحكش على الناس اللي مختلفة، علمه يشوف الجمال في كل حد.”
شارك معاه المسؤولية
“من بدري كده، خليه يرتب سريره، يشيل طبقه، يساعدك في البيت. الراجل مش بس بيشتغل برا، الراجل مسؤول جوا كمان.”
قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين
“ولما يغلط، ما تخوفوش، علمه إنه يغلط ويتعلم. اللي بيجرب هو اللي بينجح في الآخر.”
علمه إن الغضب مش رجولة
“لما يتعصب، علمه ياخد نفس، ويهدى، ويتكلم. ما تسمحلوش يضرب أو يزعق. قوله: ‘الراجل الحقيقي هو اللي بيمسك نفسه وقت الغضب’.”
“وإنت كمان، لما تزعل منه… ما تزعقش. خده في حضنك وقوله الصح في ودنه.”
عرّفه على ربنا من قلبه
“ما تخليش الدين عنده واجب، خليه حب. قوله إن ربنا بيسمعه، وإنه مش لوحده أبدًا. دي الثقة اللي هتثبّته لما يكبر، وتخليه ما يضيعش.”
علمه جسده ملكه
“زي ما بنعلم البنات تحافظ على نفسها، لازم نعلم الولاد كمان. قوله إن جسمه ليه حرمة، ومفيش حد يلمسه غصب عنه، ولو حصل… يجري على أقرب حد يثق فيه.”
ابنك مشروع راجل محترم
“كل مرة تطبطب عليه، كل كلمة حلوة بتقولها له، كل موقف بتعلمه فيه… هو حجر في بناء شخصيته.”
“ما تسيبش الدنيا تعلمه لوحدها… الدنيا ساعات قاسية.
لكن حضن أبوه… أمان.”
رسالة من الجدة ليك
يا ياسر… “ما تستناش عليه، هو دلوقتي بيتشكّل، واللي مش هتعلّمه النهارده، هيدوّر عليه بكرة، ومش دايمًا هيلقينا.
ربّي راجل… يكون في قلبه نور، وفي كلامه لطف، وفي مواقفه رجولة.”
نهاية القصة… وبداية المشوار مع ابنك 💙
لو عندك ابن تحت ١٠ سنين… فـ إنت في أهم مرحلة في حياته.
ابدأ دلوقتي… قبل ما يكبر ويدور على قدوته في مكان تاني.
لإنك ببساطة… أول راجل شافه في حياته ❤️