مغامرة آدم في اليوم الثالث عشر من رمضان: تحدي تقدير النعم

حدوتة جدتي:مغامرة آدم في اليوم الثالث عشر من رمضان

في صباح اليوم الثالث عشر من رمضان، استيقظ آدم مبكرًا كعادته، متحمسًا لمعرفة تحدي اليوم الجديد.

كان يشعر بالحماس كل يوم لمعرفة التحدي الذي سيجربه ويطبقه في حياته، فقد أصبح رمضان بالنسبة له شهرًا مليئًا بالتجارب الجديدة والدروس المهمة. لكنه لاحظ أن هذا الصباح كان مختلفًا بعض الشيء؛ الجميع في المنزل كانوا منشغلين بأشياء مختلفة.

والدته كانت تقف في المطبخ تعد وجبة الإفطار، والده كان يصلح شيئًا في المنزل، وأخته تبحث عن كتابها الذي أضاعته بالأمس. شعر آدم بأن كل فرد في المنزل لديه ما يشغله، ولم يجد من يسأله عن التحدي الجديد. للحظة، شعر بالإحباط، لكنه قرر أن يبحث عن الإجابة بنفسه.

حديث مع الجدة الحكيمة

توجه آدم إلى الشرفة حيث كانت تجلس جدته، تقرأ القرآن بصوت هادئ. اقترب منها بلطف وقال:
“جدتي، كل يوم أتعلم درسًا جديدًا في رمضان، وأتحدى نفسي بشيء مفيد، لكن اليوم لا أعرف ما هو التحدي الجديد. هل يمكنك مساعدتي؟”

ابتسمت الجدة بحنان، وأغلقت المصحف برفق، ثم قالت:
“بالطبع يا آدم، تحدي اليوم سيكون مهمًا جدًا، وهو تقدير النعم!”

نظر إليها آدم بدهشة وسأل:
“تقدير النعم؟ كيف يكون هذا تحديًا؟”

ضحكت الجدة وقالت:
“يا بني، كثير منا يعيش يومه دون أن يلاحظ النعم العظيمة التي تحيط به، سواء كانت صغيرة أو كبيرة. لذا، تحدي اليوم هو أن تلاحظ النعم التي تمتلكها وتشكر الله عليها، بدلًا من التركيز على ما تفتقده.”

فكر آدم قليلًا فيما قالته جدته، ثم قرر أن يبدأ في تنفيذ التحدي. وبينما كان يشرب كوب الماء البارد، توقف للحظة وفكر:
“كم هو رائع أن يكون لدي ماء نظيف أشربه متى شئت، خاصة بعد ساعات طويلة من الصيام!”
رفع يديه إلى السماء وقال:
“الحمد لله على هذه النعمة.”

بعد ذلك، ذهب إلى غرفة المعيشة حيث كان والده يصلح أحد الأجهزة. وقف يراقبه، ثم أدرك كم هو محظوظ بوجود والده في حياته، يعمل بجد ليجعل كل شيء أفضل. توجه إليه وقال بابتسامة:
“شكرًا لك يا أبي على كل ما تفعله من أجلنا.”

تفاجأ والده بهذه الكلمات، لكنه شعر بالسعادة وقال:
“هذا لطف منك يا آدم، لكن الأهم أن نشكر الله دائمًا على كل النعم.”

إدراك قيمة الأشياء البسيطة

مع مرور اليوم، بدأ آدم يلاحظ المزيد والمزيد من النعم التي لم يكن يهتم بها من قبل. عندما جلس لتناول الإفطار، نظر إلى الطعام أمامه وتذكر الأطفال الذين لا يجدون ما يكفيهم من الطعام. فقال في نفسه:
“الحمد لله على هذه النعمة، وأدعو الله أن يرزق كل محتاج.”

حتى عندما رأى شقيقته تبحث عن كتابها الضائع، أدرك أنه محظوظ لأنه يستطيع القراءة والتعلم، فليس الجميع لديهم نفس الفرصة.

مع اقتراب نهاية اليوم، جلس آدم مع عائلته وشاركهم ما تعلمه من تحدي اليوم. قال بحماس:
“اليوم تعلمت شيئًا مهمًا جدًا، وهو أنني أعيش وسط نعم كثيرة، لكنني لم أكن أراها بوضوح. بدءًا من الماء والطعام، إلى وجودكم جميعًا حولي. اليوم قررت أن أكون أكثر امتنانًا لكل شيء.”

ابتسمت والدته بفخر، وقالت:
“رائع يا آدم! الامتنان يجعلنا أكثر سعادة، ويجلب لنا المزيد من الخير.”

أما والده، فقال:
“الحياة تصبح أجمل عندما ندرك النعم التي لدينا، ونشكر الله عليها بدلًا من التذمر مما ينقصنا.”

في تلك الليلة، قبل أن ينام، فكر آدم في كل ما حدث خلال اليوم. أدرك أن الامتنان ليس مجرد كلمات نقولها، بل هو شعور حقيقي يجب أن نحمله في قلوبنا كل يوم. قرر أن يستمر في هذا التحدي، ليس ليوم واحد فقط، ولكن طوال حياته.

والآن، هل أنت مستعد لقبول تحدي آدم؟ جرب اليوم أن تلاحظ نعمك وتشكر الله عليها، وسترى كيف ستتغير نظرتك للحياة!