بودى والصيام في رمضان

في صباح يومٍ مشمس، استيقظ بودى مبكرًا وذهب إلى المطبخ. هناك، وجد أمه تحضر الفطور، لكنه لاحظ شيئًا غريبًا! لم تكن تأكل أي شيء، فتعجب وسألها قائلًا:

بودي: “ماما، إنتِ مش هتفطري؟”
الأم بابتسامة: “لأ يا حبيبي، أنا صايمة النهارده.”
عندها، ازداد فضول بودي وسأل: “صايمة؟ يعني إيه صايمة؟”

ما هو الصيام؟

 

جلست الأم بجوار بودى برفق ثم قالت: “الصيام معناه إننا من أول الفجر لحد المغرب، ما بنكلش ولا بنشرب، وده علشان نطيع ربنا في شهر رمضان.”

عند سماع ذلك، فتح بودى عينيه بانبهار وقال: “يعني طول اليوم؟ طب وإنتي مش بتجوعي أو تعطشي؟”

الأم، وهي تبتسم بحنان، أجابته: “أكيد بجوع وأعطش يا بودي، لكن مع الوقت بنتعود. والأهم من كده، الصيام بيدربنا على الصبر والتحمل، وكمان بيخلينا نحس بالناس اللي مش عندهم أكل كفاية.”

هل بودي يستطيع الصيام؟

بعد لحظات من التفكير، قال بودي بحماس: “أنا كمان عاوز أصوم زيك!”

ضحكت الأم وقالت: “ده شيء جميل يا حبيبي، لكن لأنك لسه صغير، ممكن تبدأ تصوم ساعات صغيرة الأول، زي لحد الظهر أو العصر، وبعد كده لما تكبر هتقدر تصوم اليوم كله.”

فوائد الصيام

هنا، سأل بودي بفضول: “بس ليه ربنا طلب مننا نصوم؟”

الأم، وهي تضع يدها على كتفه برفق، قالت: “الصيام له فوائد كتير يا بودي. أولًا، هو طاعة لله، وثانيًا، بيقوي إرادتنا، وكمان بيساعد جسمنا إنه يرتاح. بالإضافة إلى كده، رمضان مش بس صيام، إحنا بنحاول نكون أطيب، ونساعد غيرنا، ونقرأ القرآن، وندعي ربنا.”

تحضير الإفطار

بعد تفكيرٍ قليل، قال بودى بحماس: “طب أنا عاوز أساعدك في تجهيز الفطار، علشان آخد ثواب زيك!”

فرحت الأم وقالت: “فكرة رائعة يا بودي! تعالَ نجهز التمر والعصير أول حاجة، علشان نبدأ الفطار بيهم.”

وهكذا، بدأ بودي يساعد أمه بحماس، وهو يشعر بالسعادة لأنه بدأ يفهم معنى الصيام وأهميته.

العبرة من القصة

وأخيرًا، تعلم بودي أن الصيام ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، لكنه تدريب على الصبر والإحساس بالآخرين. كما أنه وسيلة لنكون أقرب إلى الله ونساعد من حولنا. وفهم أن كل شيء يبدأ بالتدريج، حتى يصل للقدرة على الصيام مثل الكبار.