قصة بطل في الظل

حدوتة قبل النوم:قصة بطل في الظل

في حي هادئ بإحدى المدن الصغيرة، كان يعيش طفل يدعى “عمر” يبلغ من العمر عشر سنوات. كان معروفًا بين أصدقائه بحب المساعدة وحسن الأخلاق، لكنه لم يكن يتحدث كثيرًا عن أفعاله الطيبة. بجانب منزل عمر، كانت تعيش سيدة عجوز تدعى “الحاجة صفية”. كانت تعيش بمفردها وتعاني من تقدم العمر الذي جعلها غير قادرة على القيام بأعمالها المنزلية كما اعتادت.

ذات يوم، بينما كان عمر يلعب في الحديقة المجاورة، سمع الحاجة صفية تحاول رفع صندوق ثقيل لكنه سقط من يديها. أسرع عمر إليها وساعدها في حمل الصندوق إلى الداخل. شكرته الحاجة صفية بحرارة، لكن عمر لاحظ التعب البادي على وجهها. منذ تلك اللحظة، قرر أن يساعدها، ليس فقط في هذا الموقف، بل في كل ما قد تحتاج إليه.

كل صباح قبل الذهاب إلى المدرسة، كان عمر يتسلل بهدوء إلى حديقة الحاجة صفية لسقي النباتات التي بدأت تذبل، وكان يرتب الأدوات المتناثرة ويزيل الأوراق الجافة من الأرض. عندما كانت الحاجة صفية تذهب إلى السوق، كان يتبعها من بعيد، وإذا وجدت صعوبة في حمل الحقائب، كان يعرض عليها المساعدة دون أن يشعرها بأنها عبء.

ذات يوم، وبينما كانت الحاجة صفية في الخارج، لاحظ عمر أن باب منزلها كان مفتوحًا. دخل بهدوء ليطمئن أن كل شيء بخير، واكتشف أن إحدى النوافذ كانت مكسورة وأن الرياح دخلت لتعبث بالستائر والأوراق. قام عمر بتنظيف المكان وإغلاق النافذة باستخدام قطعة خشب وجدها في الحديقة. عندما عادت الحاجة صفية، شعرت بالدهشة لرؤية منزلها مرتبًا والنوافذ مغلقة، لكنها لم تعرف كيف حدث ذلك.

مع مرور الأيام، كانت الحاجة صفية تستيقظ كل صباح لتجد حديقتها نظيفة ومنزلها مرتبًا. قررت أن تشكر من يقوم بهذه الأعمال، لكنها لم تكن تعرف كيف تكتشفه. وفي أحد الأيام، ترك عمر رسالة صغيرة بجانب الأزهار كتب فيها: “الأعمال الطيبة لا تحتاج إلى أسماء، فقط إلى قلوب محبة.”

ذات صباح، قررت الحاجة صفية مراقبة حديقتها لتعرف من يقوم بمساعدتها. فوجئت عندما رأت عمر يسقي النباتات ويرتب الحديقة. شعرت بالسعادة الكبيرة، وقررت أن تفاجئه. في اليوم التالي، دعت الحاجة صفية عمر إلى منزلها وقدمت له وجبة شهية كانت قد أعدتها بنفسها.

بينما كان عمر يتناول الطعام، أخرجت الحاجة صفية صندوقًا قديمًا وفتحته أمامه. بداخله كان هناك كتاب نادر عن المغامرات، وهو الكتاب الذي كان عمر يحلم بقراءته. شكرها عمر بحرارة، لكنه أخبرها أن ما فعله كان بدافع الحب والاحترام، وليس انتظار المكافآت.

درس يتعلمه الجميع

مع الوقت، انتشرت قصة عمر بين سكان الحي، وأصبح مثالًا يُحتذى به بين الأطفال. بدأ أصدقاؤه في تقليده بمساعدة الآخرين دون انتظار مقابل، وتحولت أفعال عمر إلى بداية لثقافة جديدة في الحي، تقوم على العطاء والاحترام المتبادل.

رسالة القصة

القصة تعلم الأطفال أن الأفعال الطيبة، مهما بدت صغيرة، يمكن أن تترك أثرًا كبيرًا في حياة الآخرين. كما توضح أن العطاء لا يحتاج إلى إعلان أو انتظار للشكر، بل يحتاج إلى قلب محب ونية صادقة.

اترك رد