قصة رحلة طفل في أعماق البحار.

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية
الرحلة الغامضة إلى العالم السفلي
البداية: السفينة وأمواج البحر
في يومٍ مشمس، استعد الطفل “سليم” للسفر مع أسرته على متن سفينة ضخمة متجهة من مدينتهم إلى بلد بعيد. وقف سليم على سطح السفينة ينظر إلى الأمواج التي تتراقص تحت أشعة الشمس. كان يشعر بالحماس والمغامرة، ولكنه لم يكن يعلم أن هذه الرحلة ستغير حياته إلى الأبد.
بينما كانت السفينة تشق طريقها في البحر الواسع، بدأت الغيوم تتجمع في الأفق، وتحولت السماء إلى لون رمادي مظلم. فجأة، هبت ريح قوية وأصبحت الأمواج تتلاطم بعنف. بدأ الركاب يصرخون، وحاول الطاقم تهدئتهم. لكن السفينة لم تصمد أمام عاصفة البحر الغاضبة، وانقلبت وسط الأمواج العاتية.
حكايات جدتي : قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين
السقوط نحو الأعماق
وجد سليم نفسه في الماء البارد، يحاول السباحة والتمسك بأي شيء يطفو. لكنه شعر بقوة غريبة تسحبه نحو الأعماق. بدلاً من الشعور بالخوف، شعر بشيء أشبه بالسحر يحيط به. غاص أكثر وأكثر، لكنه لم يختنق ولم يشعر بأي ألم.
الدخول إلى العالم السفلي
عندما فتح عينيه، وجد نفسه في عالم مختلف تمامًا. كانت المياه هناك مضيئة بألوان زاهية، وكأنها مليئة بالأحجار الكريمة. بدلاً من الأسماك العادية، رأى مخلوقات غريبة بعيون لامعة وأجنحة شفافة تسبح حوله. كان المكان يعج بالحركة والحياة، وكأنه مدينة تحت الماء.
“مرحبًا بك،” قال صوت خلفه. استدار سليم ليرى كائنًا يشبه الإنسان ولكنه يختلف كثيرًا. كان طوله قصيرًا وله شعر فضي يتلألأ.
“أنا زاهير، حارس هذا العالم. كيف وصلت إلى هنا؟” سأله الكائن.
روى سليم قصته بسرعة. استمع زاهير باهتمام، ثم قال: “لقد دخلت إلى عالمنا، حيث كل شيء مختلف. هنا البشر يستطيعون التنفس تحت الماء، والبيئة لا تخضع لقوانين العالم الذي أتيت منه.”
مدينة “أكوا ميرا”
قاد زاهير سليم إلى مدينة رائعة تحت الماء تُسمى “أكوا ميرا”. كانت المنازل مصنوعة من صدف عملاق، والشوارع تتلألأ بضوء غريب ينبعث من الكائنات البحرية. في وسط المدينة، كان هناك برج زجاجي يعكس ألوان قوس قزح.
“هذا هو مركز القيادة في عالمنا،” قال زاهير. “لكن عليك أن تحذر، فهناك مغامرات ومخاطر تنتظرك.”
التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية
المهمة الأولى: مواجهة الأخطبوط العملاق
بينما كان سليم يتجول في المدينة، سمع صوت إنذار. أخبره زاهير أن أخطبوطًا عملاقًا يهاجم حدود المدينة، ويحتاجون إلى مساعدة الجميع. قرر سليم الانضمام إلى الفريق، رغم أنه كان خائفًا.
عندما وصلوا إلى موقع الهجوم، رأى الأخطبوط الضخم بأذرعه التي تتحرك كأنها أعاصير. بدأ فريق المدينة بإطلاق فقاعات سحرية تُجمد أطراف الأخطبوط. استخدم سليم ذكاءه وفكر بسرعة. لاحظ نقطة ضعف في قاعدة إحدى الأذرع ووجه ضربة باستخدام رمح بحري قدمه له زاهير. صرخ الأخطبوط بصوت هز الأعماق، ثم انسحب.
المهمة الثانية: البحث عن البلورة المفقودة
بعد تهدئة المدينة، أخبر زاهير سليم عن بلورة سحرية اختفت من البرج الزجاجي. بدونها، ستفقد المدينة نورها وتصبح مظلمة. تطوع سليم للبحث عنها، رغم المخاطر.
قادته رحلته إلى كهف عميق مليء بالفخاخ السحرية. كان عليه أن يحل ألغازًا صعبة ليتمكن من التقدم. باستخدام ذكائه وشجاعته، تمكن من الوصول إلى البلورة. لكن حارس الكهف، وهو تنين مائي، اعترض طريقه.
“لن تأخذ البلورة إلا إذا أثبت أنك تستحقها،” قال التنين.
طلب التنين من سليم الإجابة عن ثلاثة أسئلة صعبة. فكر سليم بعمق وأجاب بثقة. أعجب التنين بإجاباته وسلمه البلورة.
قصص اطفال : القائد الرائع وروح الفريق الواحد
العودة إلى السفينة
بعد عودة البلورة إلى البرج، شكرت المدينة سليم على شجاعته وذكائه. قال له زاهير: “لقد أثبت أنك بطل حقيقي. الآن حان الوقت لتعود إلى عالمك.”
أمسك زاهير بيد سليم وقاده إلى بوابة سحرية. قبل أن يعبرها، قال زاهير: “لن تنسى مغامراتك هنا، وستحمل معك دائمًا روح الشجاعة.”
النهاية: درس من الأعماق
استيقظ سليم على شاطئ جزيرة صغيرة، ووجد عائلته تبحث عنه بقلق. ركض نحوهم وأخبرهم عن مغامرته، لكنهم اعتقدوا أنها مجرد خيال طفل. ابتسم سليم لأنه يعلم أن ما عاشه كان حقيقيًا.
منذ ذلك اليوم، أصبح أكثر شجاعة وثقة بنفسه. وتعلم أن المغامرات تحمل دائمًا دروسًا قيمة، حتى لو كانت تحدث في أعماق البحار.