قصة زهرة والأمل الكبير

حدوتة قبل النوم : قصة زهرة والأمل الكبير

في يوم مشمس وجميل، كانت هناك زهرة صغيرة تُدعى “زهورة” تنمو في حديقة غناء مليئة بالألوان والروائح العطرة. كانت زهورة محاطة بالعديد من الزهور الكبيرة والجميلة، ولكن كانت تشعر بالحزن. فبينما كانت الزهور الأخرى تتفتح بألوان زاهية وتستمتع بشمس الربيع، كانت زهورة تشعر بأنها لا تستطيع أن تكون جميلة مثلهم.

 

كل يوم، كانت زهورة تنظر إلى الزهور الأخرى وتقول في نفسها: “لماذا لا أستطيع أن أكون مثلهم؟ لماذا أظل صغيرة؟” وبدأت تشعر بالخوف من الرياح العاتية التي كانت تهب على الحديقة، وتخشى أن تجعلها تذبل وتنتهي.

وفي أحد الأيام، قررت زهورة أن تذهب إلى الجدة “الزهورة القديمة”، التي كانت تعرف أسرار الحديقة كلها. كانت الجدة كبيرة في السن، لكن قلبها مليء بالحكمة، وكانت قد مرّت بالكثير من المواقف في حياتها.

وصلت زهورة إلى بيت الجدة، وهو يقع في أقصى الزاوية الشمالية للحديقة، حيث تتناثر أوراق الأشجار وتغني الطيور. قالت زهورة وهي حزينة: “يا جدة، لا أستطيع أن أكون مثل باقي الزهور. أنا صغيرة جدًا، وأخاف من الرياح. ماذا يجب أن أفعل؟”

ابتسمت الجدة وقالت: “يا زهورة الصغيرة، كل زهرة لها جمالها الخاص. لا تقارني نفسك بالآخرين. ولكن الأمل هو الذي سيجعل حياتك أكثر إشراقًا. هناك شيء عظيم داخل كل زهرة، وهو الأمل. إذا زرعتيه في قلبك، ستنموين بشكل رائع.”

سألت زهورة بتردد: “لكن ماذا عن الرياح؟ ماذا لو جعلتني أتساقط؟”

أجابتها الجدة: “الرياح ستأتي، هذا صحيح. ولكن إذا كان لديك الأمل، فحتى إذا جرفك الريح، ستعودين أقوى. الأمل هو سر القوة.”

قررت زهورة أن تبدأ في تعلم الأمل من الجدة. وفي الأيام التالية، بدأت زهورة تركز على نفسها وتفتح بتفاؤل أكبر، حتى وإن كانت الرياح تعصف بها أحيانًا. وكلما مرت الرياح، كانت زهورة تلاحظ شيئًا غريبًا: كلما واجهت الرياح، كانت ألوانها تصبح أكثر إشراقًا.

في أحد الأيام، حدث شيء مذهل. بينما كانت زهورة تتعرض لرياح قوية، حدث شيء غريب. بدأت الزهور المحيطة بها تذبل بسبب الرياح الشديدة، ولكن زهورة ظلت قوية وثابتة. وفجأة، ظهرت أمامها قوس قزح جميل بعد العاصفة، وكانت ألوانه أكثر إشراقًا بسبب شجاعة زهورة.

ظهور قوس قزح وألوان الأمل

ثم جاء الطائر الحكيم “قوس” الذي كان يعيش في شجرة كبيرة في منتصف الحديقة، وقال لزهورة: “لقد تعلمت سرًا عظيمًا، وهو أن الأمل يعطينا القوة لمواجهة التحديات. ليس فقط في الزهور، ولكن في الحياة كلها. وكلما مررت بصعوبة، تذكري أن الأمل مثل البذرة التي تحتاج إلى رعاية لتزهر.”

وفي تلك اللحظة، أدركت زهورة أن الجمال ليس فقط في شكلها، بل في قوتها الداخلية. وعرفت أن الرياح ستظل تأتي بين الحين والآخر، لكن بالأمل، يمكنها أن تتجاوز كل الصعاب.

وبعد أيام قليلة، شعرت زهورة بأنها أكبر وأكثر إشراقًا. بدأت الزهور الأخرى تلاحظها وقالت لها: “واو! زهورة، لقد أصبحت أجمل من قبل. ماذا فعلت؟”

أجابتها زهورة بابتسامة: “لقد تعلمت أن الأمل هو السر. وكلما كنتُ أؤمن بنفسي، أزداد جمالًا.”

ومنذ ذلك الحين، أصبحت زهورة الزهرة الأكثر إشراقًا في الحديقة، وكانت تعلم الجميع أن الأمل هو القوة الحقيقية. وعاشت زهورة حياة مليئة بالسلام الداخلي والجمال، وأصبحت أكثر الزهور شهرة في الحديقة، ليس لجمالها فقط، ولكن لقوتها وشجاعتها.

اترك رد