قصة ياسين والكلمة الطيبة

                         قصة ياسين والكلمة الطيبة
في مدينة صغيرة مليانة بالشوارع الضيقة والناس الطيبين، كان في ولد اسمه “ياسين”. كان ياسين ولد هادي، لكنه دايمًا حاسس إنه مش محبوب، ويمكن السبب إنه كان ضعيف في المدرسة، وده كان بيخليه يسمع كلام قاسي من المدرسين وأصحابه. كل يوم كان بيحاول يثبت نفسه، لكن مهما عمل، دايمًا كان في حد يحبطه.


بـــدايـــة الـــيـــوم

في صباح يوم جديد، ياسين كان رايح المدرسة وهو حاسس بتوتر، لأنه عارف إنه عنده امتحان رياضيات، والمادة دي كانت أصعب حاجة عليه. قعد في الفصل، وبدأ الامتحان، لكنه حس إنه مش قادر يركز، وكأن كل الأرقام والحسابات متلخبطة قدامه.

بعد الامتحان، رجع المدرس للطلاب الورق، وكانت صدمة لياسين لما لقى درجته ضعيفة جدًا. المدرس بص له وقال قدام كل زمايله:

  • “إيه يا ياسين؟ مش هتتعلم أبدًا؟ كل مرة نفس النتيجة، أنت مش شاطر، ومش هتنجح في حياتك بالطريقة دي!”

ضحك الطلاب، وهمس بعضهم لبعض:

  • “ده أكيد مش هيكمل تعليمه!”
  • “يمكن يشتغل أي شغلانة بسيطة لأنه مش بيعرف يذاكر!”

الكلام ده كان زي السهم اللي ضرب قلب ياسين، وخلّى الحزن يسيطر عليه. حس إنه ملوش قيمة، وإنه مجرد شخص فاشل محدش بيحبه أو بيشجعه.

لـــقـــاء غـــيـــر مـــتـــوقـــع

بعد اليوم الدراسي الصعب، خرج ياسين من المدرسة وهو سائر ببطء، ودموعه على وشك النزول، لكنه كان بيحاول يخبيها. وهو ماشي، خبط في راجل كبير واقف قدام مكتبة قديمة، وكان معروف في الحي باسم “عم حسن”، صاحب المكتبة اللي مليانة كتب من كل الأنواع.

بص عم حسن لياسين، ولاحظ الحزن في عيونه، فسأله بابتسامة دافئة:

  • “مالك يا ابني؟ شكلك مهموم!”

في الأول، ياسين ماكانش عايز يتكلم، لكنه بعد لحظة قال بحزن:

  • “أنا فاشل يا عم حسن، مش بعرف أذاكر، والكل بيتريق عليا. حتى المدرس قال إني مش هنجح في حياتي.”

عم حسن سكت لحظة، وبعدها قال له بحكمة:

  • “مين قال كده؟ مين اللي يقدر يحكم عليك وأنت لسه في البداية؟ كل إنسان عنده حاجة مميزة، يمكن لسه ما اكتشفتهاش، لكن عمرك ما تخلي كلام حد يحدد مستقبلك!”

ياسين رفع رأسه لأول مرة من الصبح، وبص لعم حسن بتعجب:

  • “بجد؟ بس أنا مش شاطر زي زمايلي.”

ابتسم عم حسن وقال له:

  • “الشطارة مش بس في الدرجات، الشطارة في إنك تعرف أنت بتحب إيه، وتجتهد فيه. تعال، هديك كتاب ممكن يساعدك.”

بـــدايـــة الـــتـــغـــيـــر

دخل ياسين المكتبة، وشاف كتب كتير، لكن عم حسن اختار له كتاب عن العلوم والتجارب العلمية، وقال له:

  • “جرب تقرأ ده، يمكن تلاقي نفسك بتحب حاجة ما كنتش واخد بالك منها!”

ياسين خد الكتاب، وبدأ يقرأه في البيت، ومع الوقت، لقى نفسه بيحب العلوم بطريقة غريبة. بدأ يعمل تجارب بسيطة في البيت، ويشوف فيديوهات تعليمية عن الفيزياء والكيمياء. لأول مرة، حس إنه قادر يفهم حاجة بسهولة، وبدأ يتحمس إنه يتعلم أكتر.

تـــحـــقـــيـــق الـــنـــجـــاح

في المدرسة، بقى ياسين بيشارك في حصص العلوم، وبدأ المدرس يلاحظ إنه عنده موهبة كبيرة في الفهم العملي، رغم إنه مش شاطر في الرياضيات.

في يوم من الأيام، المدرسة أعلنت عن مسابقة علمية، وياسين قرر يشارك فيها. قعد أسابيع يشتغل على مشروع عن الطاقة المتجددة، وكان عم حسن بيساعده ويشجعه.

وأخيرًا، جاء يوم المسابقة، وقدّم ياسَين مشروعه قدام لجنة التحكيم، وكل الناس كانت مستغربة من كمّ المعلومات اللي عنده. وبعد إعلان النتيجة، كانت المفاجأة الكبيرة: ياسين كسب المركز الأول!

الـــلـــحـــظـــة الـــمـــنـــتـــظـــرة 

بعد الحفل، راح ياسَين لعم حسن في المكتبة وقال له وهو فرحان:

  • “عم حسن، أنا كسبت! أنا مش فاشل زي ما كنت فاكر، والفضل بعد ربنا ليك، لأنك أول حد قالي كلمة طيبة وشجعني!”

عم حسن ابتسم وقال:

  • “أنا بس قلت الحقيقة، لكن النجاح ده أنت اللي صنعته. فاكر لما قلت لك الكلمة الطيبة بتغير حياة؟ دلوقتي أنت بقيت مثال حي على كده!”

الــــعـــبـــرة مـــن الـــقـــصـــة

كلنا بنقابل ناس ممكن يجرحونا بكلامهم، وناس تانية ممكن يرفعونا بكلمة طيبة. الكلمة الحلوة مش مجرد صوت، دي أمل، طاقة، ودافع يخلي الواحد يغير حياته. والنهارده، ياسين عرف إنه بكلمة واحدة، ممكن يغير مستقبل إنسان للأفضل.