قصص حيوانات الغابة:قصة الطائر الذي أراد أن يغني
في غابة جميلة مليئة بالأشجار العالية والزهور الملونة، كان يعيش طائر صغير يُدعى “رفرف”. امتاز رفرف بصوت عميق وقوي، على عكس زقزقة الطيور الرقيقة التي اعتادت عليها الغابة. هذا الاختلاف جعله يشعر بالخجل ويفضل البقاء صامتًا طوال اليوم.
كان يقضي أيامه بمفرده، يراقب الطيور الأخرى وهي تغني وتشدو بألحانها العذبة. البلابل كانت تردد ألحانًا رائعة، بينما العصافير تصدح بأصوات ناعمة تجذب الجميع. في أحد الأيام، حاول رفرف أن يغني مثلهم، لكن جميع الطيور توقفت فجأة عن الغناء ونظرت إليه بدهشة كبيرة. منذ ذلك الموقف، قرر التوقف عن الغناء تمامًا.
لقاء مع الأصدقاء
في صباح مشرق، اقتربت منه ثلاثة أصدقاء جدد: سنجاب صغير يُدعى “شقشق”، وأرنب مرح يُدعى “قفز”، وسلحفاة حكيمة تُدعى “رندا”. سأل شقشق وهو يتأمل رفرف بحيرة:
– لماذا تفضل الجلوس وحدك؟
أجاب الطائر الصغير بصوت خافت:
– أشعر أن صوتي مختلف، ولا أحد يعجبه، لذا أفضل الصمت.
ضحك الأرنب قفز ورد عليه بحماسة:
– هل جربت أن تغني أمامنا؟ ربما يكون صوتك مميزًا أكثر مما تعتقد.
هز رفرف رأسه بخجل، قائلاً:
– أخشى أن يسخر الجميع مني إذا فعلت ذلك.
البومة الحكيمة
في ليلة هادئة، وبينما كان رفرف يحاول النوم، جاءت البومة الحكيمة “سماح” وجلست بجانبه. نظرت إليه برفق وقالت:
– يا صغيري، لكل مخلوق في الغابة ميزة خاصة به. قد يكون صوتك المختلف هو أجمل ما فيك، فقط عليك اكتشاف قيمته.
شعر رفرف ببصيص من الأمل، لكنه لم يتمكن بعد من التغلب على مخاوفه.
العاصفة الكبرى

الاحتفاء برفرف
مع انتهاء العاصفة، اجتمعت جميع المخلوقات حول رفرف. أثنت السلحفاة رندا عليه قائلة:
– لقد كنت رائعًا، صوتك أنقذنا من الخوف.
وأضاف شقشق بحماس:
– صوتك ليس مختلفًا، بل هو فريد ومميز!
أدرك رفرف أن التفرد يجعل الكائنات أجمل وأكثر تميزًا. منذ ذلك الحين، أصبح يغني بفخر وسعادة، وبدأ الجميع ينتظر أغانيه بفارغ الصبر.
الدرس المستفاد
تعلم الجميع درسًا ثمينًا يحمل قيمة كبيرة؛ إذ إن الاختلاف، على الرغم من كونه يبدو غريبًا أحيانًا، هو ما يجعل كل مخلوق مميزًا وفريدًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن تقدير تلك الفروق وقبولها يسهم بشكل كبير في تعزيز الثقة بالنفس والتعايش مع الآخرين. لذلك، بدلاً من أن نشعر بالخجل أو نحاول إخفاء ما يجعلنا مختلفين، علينا أن نعتبره مصدر قوة وتميز. وبالتأكيد، عندما ندرك أن كل فرد لديه ما يميزه عن غيره، يصبح من الأسهل أن نتعاون ونتكاتف لخلق بيئة مليئة بالتفاهم والتقدير المتبادل.