قصة عن الخداع : انتخابات في الغابة

قصة عن الخداع : انتخابات في الغابة.

قصة عن الخداع : انتخابات في الغابة
قصة عن الخداع : انتخابات في الغابة

في صباح يوم مشمس

استيقظت الغابة على صوت طبول وصياح وزغاريد عجيبة. هرعت الحيوانات من جحورها، تتساءل عن سبب هذا الصخب. وقف الطاووس عند مدخل الساحة الكبيرة، وصرخ بفخر:

– “أيها السكان! جاء الوقت لننتخب ملكًا جديدًا للغابة!”

ارتفعت أصوات الحيوانات، بعضها صفق، والبعض الآخر تذمر. لكن الجميع التفت عندما سمعوا زئير الأسد القوي يهز الأشجار.

– “أنا رشحت نفسي!” قال الأسد وهو يبتسم ابتسامة عريضة كشفت عن أنيابه.


وعد مفاجئ من ملك مفترس

تقدمت النعامة وسألت بقلق: “لكن يا سيدي، أنت مفترس، ونحن عشّاق سلام!”
ضحك الأسد بخفة، ثم رد بنبرة واثقة:

– “أعدكم، إن انتخبتموني، سأصبح نباتيًا!”

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

ساد صمت مذهول. التفتت الحيوانات إلى بعضها بدهشة. قال الأرنب لزوجته: “هل سمعتي؟! نباتي! يعني لن يأكلنا بعد اليوم!”

في الجهة الأخرى، قفزت الخراف بسعادة. صفقت الأولى، وزمجرت الثانية بحماس، ورددت الثالثة:

– “ما أعظمه من أسد! يفكر في غيره! يستحق التتويج!”

وبدأت حملة تطبيل غير مسبوقة.


القرد الحكيم يشك في الأمر

لكن، في أحد فروع الشجرة العالية، جلس قرد حكيم يدعى “زوزو”. حك لحيته، وتمتم:

– “الأسود لا تأكل العشب… حتى لو وعدت بذلك.”

وفي اليوم التالي، قرر القرد التحرك. قفز من فرع لفرع، ونزل إلى وسط الغابة، وجمع حوله بعض الحيوانات المترددة. سألهم:

– “منذ متى وعود الأسود تُؤخذ بجدية؟ ألا تعرفون كيف يفكر المفترس؟”

رد السنجاب بتردد: “لكن يا زوزو، هو بدا صادقًا… كان لطيفًا جدًا.”
ضحك زوزو وقال: “الابتسامة لا تعني السلام، خصوصًا إن كانت تحمل أنيابًا.”


الحملة الانتخابية تبدأ

في الأيام التالية، ملأ الأسد الغابة بلافتات كتب عليها “السلام للجميع”، و”أعطني صوتك، أعطيك الأمان”.
وزع الجزر والفجل على الأرانب، وساعد في حمل البطيخ مع الفيلة. حتى إنه لعب الكرة مع الغزلان!

أما الخراف، فأنشأت فرقة غنائية، وغنّت له كل ليلة:

– “ملكنا النباتي، أسدنا الراقي، يحمينا في الليل الباقي!”

وبينما انشغل الجميع بالحفل والدعاية، جلس زوزو القرد يسجل ملاحظاته. لم يشارك في الحفلات، ولم يصفق للأسد.


كشف الخدعة

وقبل يوم من التصويت، قرر زوزو تنفيذ خطته. تنكر في زي فأر صغير، واقترب من خيمة الأسد ليلاً.
من بين الأشجار، سمع حديثًا غريبًا بين الأسد وابن عمه النمر:

– “أحمق من يصدق أنني سأصبح نباتيًا. فقط أدخل العرش… ثم تبدأ الولائم!”

سجل القرد الحديث بصوته الصغير، وهرب بسرعة قبل أن يشعر به أحد.


اللحظة الحاسمة

في يوم الانتخابات، تجمعت الحيوانات أمام المنصة. وقف الأسد مزهوًا، وقال:

– “أنتم الأمل… أنتم الأمان… وأنا وعدتكم أن أكون نباتيًا!”

قصص جدتي : قصة أول يوم صيام

لكن قبل أن يصفق أحد، صاح زوزو من فوق الشجرة:

– “انتظروا! لدي شيء لكم!”

شغّل التسجيل، وانتشر صوت الأسد في الغابة:

– “أحمق من يصدق أنني سأصبح نباتيًا…”

سادت لحظة صمت، ثم بدأت الحيوانات تنظر لبعضها بخوف ودهشة.
تراجعت الخراف، وسقطت الطبول من أيديها. صرخت النعامة، واختبأ الأرنب في الحفرة.


العبرة الأخيرة

تقدمت الزرافة بخطوات هادئة، وقالت:

– “لقد خدعنا… لكننا تعلمنا.”

وأكملت الفيل الكبير:

– “لا ننتخب من يخدعنا بابتسامة، بل من نعرف قلبه وسيرته.”

قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

أما زوزو، فابتسم وقال:

– “الحكمة لا تحتاج إلى لافتة. فقط تحتاج إلى عقل لا يصفق لأي صوت مرتفع.”

منذ ذلك اليوم، أصبحت الغابة تختار قادتها من خلال أفعالهم لا وعودهم.
أما الأسد؟ فهرب في الليل، بعد أن انقلبت الغابة عليه.

وما زالت الخراف… تحاول فهم ما حدث.

النهاية.