حكايه للاطفال : حكاية الطوفان العظيم وسالم الحكيم

حكايه للاطفال : حكاية الطوفان العظيم وسالم الحكيم

حكايه للاطفال : حكاية الطوفان العظيم وسالم الحكيم 
حكايه للاطفال : حكاية الطوفان العظيم وسالم الحكيم

حواديت وحكايات الأطفال 

 

في يوم من الأيام، في قرية صغيرة مليئة بالفقر والجهل، حيث لا أمل يُرى في الأفق والفساد يأكل من أرواح أهلها، عاش شاب يُدعى “سالم”. سالم كان طيب القلب وصادقًا، وكان يُؤمن بأهمية فعل الخير حتى في أحلك الظروف. كل صباح، كان سالم يُحاول أن يُنير درب أهل قريته ببعض النصائح، لكنهم كانوا يسخرون منه ويُشيحون بوجوههم عنه، حتى كاد يفقد الأمل.

قصص للاطفال

لكن سالم كان صاحب عزيمة قوية، ولم يكن يسمح لليأس أن يتمكن منه. وفي يوم من الأيام، اجتمع سالم بأطفال القرية في ظل شجرة كبيرة وسط القرية. بدأ يُحدثهم عن أهمية الأمانة، وعن كيف أن الخير مهما كان صغيرًا، سيترك أثرًا طيبًا في حياة الناس. الأطفال، برغم صغر سنهم، أصغوا لكلماته باهتمام. وفي لحظة معينة، رفع طفل صغير يُدعى “علي” يده وسأل سالم ببراءة: “يا عمي سالم، كيف لنا أن نزرع الخير في أرض مليئة بالأشواك؟”

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

ابتسم سالم بحنان، وأجاب: “يا بني، أحيانًا تكون الأرض قاسية ولا تريد أن تُثمر، ولكن هذا لا يعني أن نكف عن غرس البذور. علينا أن نُواصل المحاولة، لأن في كل بذرة هناك أمل، وهناك حياة.”

مرت الأيام، وظل سالم يبذل قصارى جهده لنشر الخير والعلم في القرية. كان يساعد الفقراء، ويُساند الأطفال في تعليمهم، ويُنصح الشباب بالابتعاد عن دروب الفساد. ورغم سخرية البعض واستهزائهم، لم يكن يتوقف. كلما حاول أحد أن يُثبط عزيمته، كان يرد عليه بابتسامة صافية ويقول: “ليس المهم أن يراني الناس، بل المهم أن يرى الله ما أفعل.”

حواديت وحكايات الأطفال 

ذات يوم، أُشيع أن فيضانًا ضخمًا سيضرب القرية قريبًا، وأن الدمار سيكون شديدًا. بدأ أهل القرية في الهلع والخوف، وبدأوا بالركض في كل اتجاه دون تنظيم. ولكن سالم، كان أول من وقف وسطهم وقال: “يا جماعة، لا يمكننا أن نواجه هذا المصير ونحن متفرقون! علينا أن نعمل معًا وأن ننظم أنفسنا حتى نُقلل من الأضرار.”

وبحكمته وهدوئه، استطاع أن يُنظم أهل القرية. قسّم المهام بينهم؛ من يجمع الحطب، ومن يُؤمن الحيوانات، ومن يُقيم حواجز تُقلل من تدفق الماء. عمل الجميع بجد وتعاونوا تحت إشراف سالم، وكل منهم شعر بشعور غريب ومريح، وكأنهم أخيرًا وجدوا القوة في اتحادهم.

وعندما جاء الفيضان، كانت القرية مستعدة قدر المستطاع، وانتهى الأمر بأقل الخسائر الممكنة. اجتمع أهل القرية حول سالم في النهاية، شاكين له ومُعترفين بخطأهم في تجاهلهم لنصائحه طوال السنوات.

أكبر منحة مجانية لطلاب الإبتدائي من وزارة الاتصالات

بعد هذه الحادثة، بدأ الناس يُغيرون نظرتهم تجاه سالم، وتجاه الحياة نفسها. باتوا يُدركون أهمية الخير والعمل الجماعي، وأصبح كل واحد منهم يسعى لأن يكون نسخة أفضل من نفسه. أصبحوا يدركون أن فعل الخير لا يجب أن يكون على قدر المستفيدين منه فقط، بل على قدر ما يترك من أثر في القلوب، ولو لم يلاحظه أحد.

في نهاية اليوم، جلس سالم مع الأطفال تحت الشجرة نفسها، وأخذ يُحدثهم عن حديث نبوي شريف قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل.” ابتسم وقال: “حتى لو كان كل شيء ينهار حولنا، علينا أن نواصل فعل الخير، وأن نغرس الأمل، مهما كانت النهاية.”

حواديت للأطفال 

هكذا، تعلم أهل القرية أن الخير هو ما يُبقي على جذور الإنسانية حيّة، وأنه حتى في أصعب الأوقات، يجب أن لا يتوقفوا عن العطاء، حتى لو كان ما بين أيديهم مجرد فسيلة صغيرة في مواجهة طوفان عظيم.

 

اترك رد