قصة الزجاجة المكسورة

 قصة الزجاجة المكسورة

المشهد الأول: البداية

في صباحٍ دافئ، وبينما كان رجل بسيط يسير في طريقٍ ريفيّ هادئ، كان يحمل بيده زجاجة ماء صغيرة.
لقد كانت هذه الزجاجة بالنسبة له غالية جدًا، لأنها آخر ما تبقى لديه من ماء في يومٍ شديد الحرارة.

ثم، وهو يمشي بخطواتٍ متعبة، تعثّر فجأة بحجر صغير.
فسقطت الزجاجة من يده وانكسرت على الأرض، وانسكب كل ما فيها من ماء.

المشهد الثاني: لحظة الانكسار

في تلك اللحظة، جلس الرجل على الأرض، وقد غلبه الحزن.
أخذ يردد بصوتٍ متهدّج: “ضاعت آخر نقطة مية معايا… إزاي هكمل الطريق دلوقتي؟”
وبينما كان يحدّق في الزجاجة المكسورة، شعر بأن كل آماله قد تحطمت معها.

بعد ذلك، غرق في دموعه، ولم يرَ أي شيء سوى الخسارة أمامه.

المشهد الثالث: دخول الحكيم

وبينما هو على هذه الحال، مرّ بجواره رجل حكيم اعتاد مراقبة تفاصيل الحياة الصغيرة.
اقترب منه، ثم قال برفق:
“يا صديقي، لماذا تبكي على ما انكسر؟ حاول أن تنظر حولك… ربما ستجد شيئًا مختلفًا.”

المشهد الرابع: المفاجأة

حينها، رفع الرجل عينيه مترددًا، ثم نظر إلى التراب الذي ابتلّ بالماء.
وبينما كان يتأمل، لاحظ أن بذورًا صغيرة كانت ملقاة في الأرض بدأت تتحرك.
ومع مرور الوقت، ارتوت هذه البذور بالماء المسكوب، وظهرت براعم خضراء دقيقة تخرج إلى النور.

المشهد الخامس: الحكمة

عندئذٍ ابتسم الحكيم، ثم قال:
“أرأيت؟ أحيانًا ما نفقده نظنّه خسارة كبيرة، لكنه في الحقيقة بداية لشيء أجمل.
الماء الذي ظننته ضاع… لم يذهب هباءً، بل منح الحياة لبذور كانت تنتظر الفرصة لتكبر.”

المشهد السادس: النهاية والعبرة

وبينما كان الرجل يستمع، بدأ قلبه يهدأ، ثم مسح دموعه.
قال لنفسه: “حقًا… اللي ضاع مني فتح باب لخير أكبر.”

وفي النهاية، أدرك أن الخسارة ليست نهاية الطريق، بل ربما تكون بداية لزرع جديد وحياة مختلفة.


 العبرة:

اللي ضاع منك ممكن يكون بداية لشيء أجمل… المهم تعرف تبص حواليك وتشوف الخير اللي بيتولد من جوه الخسارة.