قصة المعلمة التي غيرت حياة طفل

قصص وحكايات للأطفال: قصة المعلمة التي غيرت حياة طفل

كان أحمد في الصف السادس الابتدائي، طفل هادئ يعاني من صعوبة كبيرة في الفهم والتركيز. كان دائمًا يجد نفسه متأخرًا في استيعاب الدروس، مما يجعله يعاني من إحباط دائم. بينما كان زملاؤه يتفوقون في المواد الدراسية، كان هو يبذل جهدًا مضاعفًا ليصل إلى نفس المستوى، لكنه دائمًا يشعر أنه لا يحقق أي تقدم. كان يختبئ وراء ضحكات أصدقائه حتى لا يظهر ضعفه، ومع مرور الوقت، بدأ يفقد الثقة بنفسه تمامًا.

 

لقاء مع المعلمة مها:

عندما حضرت المعلمة “مها” إلى الصف في بداية العام الدراسي، كانت مختلفة عن أي معلمة عرفها أحمد من قبل. كانت مبتسمة دائمًا وتحب أن تبدأ يومها بحوار مع الطلاب عن أحلامهم وطموحاتهم. لاحظت المعلمة أن أحمد يبتعد عن الأنشطة الصفية، ويظهر عليه التوتر كلما طرح عليها سؤالًا. في أول أسبوع لها، قررت أن تقترب من أحمد. قالت له بابتسامة: “أنت هتكون من أفضل الطلاب في الصف، بس محتاج شوية دعم مني”. هذا الكلام أعطى أحمد شعورًا غريبًا، شعورًا لأول مرة يشعر به في حياته المدرسية.

بدأت المعلمة مها تخصص وقتًا إضافيًا لأحمد بعد الدروس، كانت تشرح له المواد بطريقة مبتكرة، تستخدم ألعابًا تعليمية وأدوات مرئية لتبسيط المفاهيم المعقدة. ولكن المعلمة لم تكتفِ بهذا، بل بدأت أيضًا تشجع أحمد على المشاركة في الأنشطة المدرسية، مثل الإذاعة المدرسية والأنشطة الرياضية، فبدأ يكتسب مهارات جديدة، وبدأ يثق في نفسه أكثر.

كان أحمد يواجه صعوبة خاصة في الرياضيات، حيث كان يخشى من حل المسائل الرياضية المعقدة. لذلك، قررت المعلمة أن تجعل له درسًا خاصًا بعد المدرسة، يُركز فيه على المسائل التي يواجه فيها صعوبة. كانت تجلس معه بهدوء، تبين له كل خطوة بشكل تدريجي حتى أصبح أحمد يلمس التقدم بنفسه.

التحول الكبير:

في منتصف العام الدراسي، أصبح أحمد يشارك في الصف بشكل أكثر فاعلية. بدأ في الإجابة على أسئلة المعلمة، وأصبح يقترح أفكارًا جديدة خلال المناقشات الجماعية. لكنه لم يتوقف عند هذا الحد، بدأ يطور نفسه في مادة الرياضيات، حتى بدأ يُحل المسائل التي كان يخشاها في البداية. لم يكن أحمد فقط يحقق تقدماً في دراسته، بل بدأ يكتسب ثقة كبيرة في نفسه.

النجاح والتفوق:

عندما جاء وقت الامتحانات النهائية، لم يكن أحمد فقط قد تحسن في دراسته، بل أصبح يلمع في جميع المواد. في يوم توزيع النتائج، كان أحمد هو أول من استلم نتيجته، وعندما نظر إليها، تفاجأ أنه حصل على درجات عالية في كل المواد، خاصة في الرياضيات. كانت تلك اللحظة فارقة في حياته. وعندما التفت ليبحث عن معلمته، وجدها تنظر إليه بابتسامة فخر ودموع في عينيها.

الدرس المستفاد:

قصة أحمد تذكرنا جميعًا أن المعلم هو أكثر من مجرد ناقل للمعرفة. هو شخص يستطيع أن يغير مسار حياة الطالب، فقط إذا آمن بقدراته وساعده في تخطي الصعاب. المعلمة مها لم تكن فقط تدرس، بل كانت تُسهم في بناء شخصية أحمد، وتمنحه الأدوات اللازمة ليصبح شخصًا واثقًا في نفسه.

اترك رد