قصة سر بيتنا

حدوتة جدتي:قصة سر بيتنا

في صباح يوم مشمس، كانت سلمى تجلس في غرفة المعيشة بجوار أمها، تحتسي كوب الحليب الساخن. فجأة، لاحظت أن والديها يتحدثان بصوت منخفض وكأنهما يخفون شيئًا مهمًا. شعرت بالفضول، فاقتربت بهدوء لتسمع ما يقولان. ومن هنا، بدأت الحكاية التي ستعلّم سلمى درسًا لا ينسى عن أهمية الاحتفاظ بالأسرار.

قصة سر بيتنا

الاكتشاف المفاجئ

بينما كانت سلمى تضع كوبها على الطاولة، سمعت والدها يقول:
“لازم نرتب كل حاجة علشان المفاجأة الكبيرة الأسبوع الجاي.”

ثم ردت الأم بابتسامة:
“أكيد، بس لازم ما يعرفش حد، حتى سلمى.”

ولكن، بما أن سلمى كانت بالفعل تسمع، شعرت بسعادة كبيرة لأنها عرفت أن هناك مفاجأة قادمة. ومع ذلك، لم تكن تعرف أن هذا السر سيصبح اختبارًا لصبرها وقدرتها على الكتمان.

بداية التحدي

في اليوم التالي، ذهبت سلمى إلى المدرسة وهي مليئة بالحماس. وبينما كانت تجلس مع صديقتها هند في الفسحة، كادت أن تبوح بالسر. ولكنها تذكرت كلمات والدتها عن أهمية عدم إخبار أي شخص بأسرار العائلة. ومع ذلك، لم تستطع التوقف عن التفكير في الأمر.

وهنا، بدأت سلمى تواجه صراعًا داخليًا: من ناحية، كانت ترغب في مشاركة سر بيتهم مع أقرب صديقاتها، ومن ناحية أخرى، كانت تشعر بمسؤولية كبيرة تجاه والديها.

الخطأ الكبير

للأسف، في نهاية اليوم، وأثناء لعبهما في الحديقة، قالت سلمى لهند بصوت خافت:
“تعرفي؟ بابا وماما بيخططوا حاجة كبيرة الأسبوع الجاي، بس ما تقوليش لحد.”

ابتسمت هند ووعدتها بعدم البوح. ولكن، ومع مرور الوقت، لم تستطع هند مقاومة الفضول، فأخبرت صديقتها الأخرى. وفي غضون ساعات، أصبح سر بيت سلمى حديث الجميع في المدرسة.

العواقب

عندما عادت سلمى إلى المنزل، لاحظت أن والديها كانا حزينين. سألتهم ببراءة:
“إيه حصل؟”

أجاب والدها بهدوء:
“المفاجأة اللي كنا مجهزينها ما بقتش مفاجأة، لأن ناس كتير عرفوا بيها.”

شعرت سلمى بالندم الشديد، وأدركت أن ما فعلته تسبب في ضياع لحظة جميلة كانت ستفرح الجميع. ومع ذلك، لم يغضب والداها، بل جلسا معها وشرحا لها أن بعض الأمور يجب أن تبقى داخل البيت.

الدرس المستفاد

منذ ذلك اليوم، تعلمت سلمى درسًا مهمًا:

  • ليس كل ما نعرفه يجب أن نقوله.

  • الأسرار أمانة، ويجب أن نحافظ عليها.

  • الاحتفاظ بالسر يمكن أن يحمي مشاعر الآخرين ويجعل اللحظات المميزة أكثر سحرًا.

في نهاية القصة، وعدت سلمى والديها بأنها ستحتفظ بأي سر يخص بيتهم، مهما كان صغيرًا أو كبيرًا. ومنذ ذلك الحين، كلما شعرت بالرغبة في البوح بسر، كانت تتذكر ما حدث، وتختار الصمت حفاظًا على سر بيتنا.