قصص وحكايات لأطفال : قصة “سندوتش المحبة”
القيمة: الإيثار
“وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ” – الحشر: 9
المشهد الأول: صباح جديد
في صباح يوم جديد، استيقظ سليم مبكرًا كعادته، وغسّل وجهه، وجهّز شنطته، ثم ذهبت به والدته إلى المطبخ وقالت له بابتسامة:
– “جهزتلك سندوتشات الجبنة اللي بتحبها.”
شكرها سليم، وأخذ كيس الطعام في فرحة، ثم غادر إلى المدرسة.
وهنا، ومن ناحية أخرى، كان هناك طفل صغير يُدعى خالد، لم يأخذ فطوره اليوم، لأن والده مريض ووالدته مشغولة بالمستشفى.
المشهد الثاني: الحصة الأولى
مرت الحصة الأولى بسرعة، وبعدها جاء وقت الفسحة.
وبينما كان سليم يبحث عن مكان هادئ ليأكل فيه، لمح خالد جالسًا وحده، ينظر لزملائه وهم يأكلون، وعيناه تمتلئان بالحزن.
سليم فكر قليلًا، ثم قال في نفسه:
– “أنا جوعان، بس يمكن هو جعان أكتر مني…”
المشهد الثالث: القرار
اقترب سليم من خالد وسأله بلطف:
– “مالك يا خالد؟ مش بتاكل ليه؟”
رد خالد وهو محرج:
– “مفيش… مش جوعان أوي.”
لكن صوت بطنه كذّبه!
في تلك اللحظة، وبدون تردد، فتح سليم كيس الطعام وقسم السندوتشات نصفين، وقال بابتسامة:
– “أنا كمان مش جعان أوي… كل معايا.”
المشهد الرابع: اللحظة المؤثرة
خالد كان محرَج في البداية، لكن مع إصرار سليم، وافق وأكل معاه.
وبينما كانا يضحكان معًا، كانت المُعلمة تراقب الموقف من بعيد دون أن يلاحظا.
وفي نهاية اليوم الدراسي، وقبل انصراف التلاميذ، نادت المُعلمة:
– “فيه طالب النهاردة عمل موقف جميل أوي… موقف بيعلمنا يعني إيه نحب غيرنا.”
المشهد الخامس: التكريم
سكت الفصل، وبدأ الكل يتسائل: “مين؟ مين عمل كده؟”
ثم أعلنت المعلمة:
– “الطالب سليم… لأنه شارك أكله مع زميله وهو كان محتاج أكتر.”
صفّق التلاميذ بحرارة، أما سليم فابتسم في خجل، وقال بهدوء:
– “أنا بس عملت اللي المفروض كل واحد يعمله.”
في نهاية القصة:
رجع سليم بيته، وحكى لوالدته اللي حصل، فقالت له وهي تحضنه:
– “اللي بيؤثر غيره على نفسه، ربنا بيكرمه دايمًا، مش بس في المدرسة… في الدنيا كلها.”
العبرة:
الإيثار مش بس إنك تدي من اللي عندك، ده إنك تدي من اللي نفسك فيه… لأن الحب الحقيقي بيتقاس في وقت التضحية.