قصة عن الصبر والعدل: عمر ومريم في المدرسة

قصة عن الصبر والعدل: في يوم من الأيام، في مدرسة “النور”، كان فيه ولد اسمه عمر. عمر كان دايمًا مستعجل ومش بيحب يقف في الطوابير. هو عارف إن الطابور شيء مهم، لكن مش بيحب ينتظر كتير. وفي يوم الفسحة، كان الطابور قدام الكانتين طويل جدًا، وكل الطلاب واقفين مستنيين دورهم عشان يشتروا السندوتشات اللذيذة.

عمر بص للطابور وقال في نفسه: “لو دخلت قدام، هاخد سندوتشي بسرعة ومش هضيع وقتي في الانتظار!” وهو بيفكر كده، شاف مريم، صاحبته في الفصل، واقفة مع صحابها في الطابور. مريم كانت معروفة وسط زمايلها إنها دايمًا بتحترم النظام ومش بتحب الفوضى.

عمر قال في نفسه: “مش هيحصل حاجة لو اتخطيت الطابور ودخلت قدام شوية.” وفعلًا، عمر اتحرك بسرعة ووقف قدام مريم وزمايلها وكأن مفيش حاجة حصلت.

قصة عن الصبر والعدل عمر ومريم في المدرسة
قصة عن الصبر والعدل عمر ومريم في المدرسة

مريم بصت له باستغراب شديد وقالت:
“إيه يا عمر! إنت بتعمل إيه؟ ليه اتخطيت الطابور؟ إحنا كلنا مستنيين دورنا!”

عمر رد بسرعة وببعض الثقة: “معلش يا مريم، أنا مستعجل شوية. ومش فارقة يعني، سندوتش واحد مش هيأثر.”

لكن مريم ماعجبهاش الكلام ده، وقالت له: “لا يا عمر، فارقة جدًا! لو كل واحد قرر يدخل قدام من غير ما يستنى دوره، الدنيا هتبقى فوضى وكل الناس هتزعل. لازم نحترم حقوق بعض.”

عمر بدأ يحس شوية إحراج، لكنه لسه مقتنع إنه ماعملش حاجة كبيرة. قبل ما يرد عليها، لقى الأستاذة ليلى، مشرفة المدرسة، جاية ناحيتهم بعد ما لاحظت اللي حصل. قربت منهم وسألت: “فيه حاجة هنا؟”

مريم بصت للأستاذة ليلى وقالت: “عمر تخطى الطابور يا أبلة ليلى، وأنا بحاول أفهمه إن ده غلط.”

الأستاذة ليلى بصت لعمر بابتسامة هادية وقالت له: “يا عمر، إنت عارف إنك لما تتخطى الطابور، بتكون بتاخد حق حد تاني؟ كل واحد في الطابور له حقه إنه يوصل لدوره، ولو كل واحد قرر يتخطى زيك، الدنيا هتكون فوضى ومش هنعرف ننظم الأمور.”

عمر قال وهو متردد شوية: “بس… كنت مستعجل يا أبلة.”

الأستاذة ليلى ضحكت بلطف وقالت: “كلنا بنكون مستعجلين أحيانًا، لكن النظام والصبر هما اللي بيساعدونا نعيش مع بعض بسلام. الصبر مش بس إنك تستنى دورك، ده بيعلمنا نحترم حقوق الآخرين.”

مريم كملت كلام الأستاذة وقالت: “صدقني يا عمر، لو انتظرت دورك، هتحس إنك عملت الصح، وكمان هتبقى قدوة لكل اللي حواليك.”

عمر حس إنه غلط وقال: “معاكي حق يا مريم، أنا آسف.” ورجع فورًا لآخر الطابور وهو حاسس بشوية خجل، لكنه فخور إنه بدأ يفكر في الصح.

لما رجع البيت في اليوم ده، حكّى لأمه عن اللي حصل في المدرسة. مامته، اللي اسمها “مدام هالة”، كانت دايمًا بتعلمه أهمية الاحترام والنزاهة. عمر قال لها: “ماما، أنا كنت غلطان النهارده. تخطيت الطابور قدام زمايلي، بس مريم قالت لي إن ده مش عدل.”

مدام هالة ابتسمت وقالت له: “أنا فخورة بيك يا عمر إنك فهمت غلطك واعترفت بيه. بس فاكر يا حبيبي لما كنا في السوبر ماركت الأسبوع اللي فات، وشفت راجل بيتخطى الطابور قدام الناس؟ إنت كنت زعلان جدًا وقتها.”

عمر افتكر الموقف وقال: “أيوه يا ماما، كنت مستغرب ليه الناس مش بتقول له حاجة.”

مدام هالة قالت: “بالضبط. الناس اللي كانت واقفة في الطابور كان ليهم حقهم، والراجل ده أخد حقهم لما تخطى الطابور. نفس اللي حصل النهارده. لما تتخطى الطابور، إنت بتاخد حق مش من حقك. لكن إنت كنت شجاع لما اعترفت بغلطك، والمهم إنك اتعلمت من الموقف.”

عمر قال بحماس: “أيوه يا ماما، أنا مش هعمل كده تاني. هالتزم بالطابور دايمًا.”

مامته حضنته وقالت: “ده الصح يا عمر، وإنت ولد محترم، وأنا واثقة إنك هتبقى دايمًا قدوة لزمايلك.”

وفي اليوم اللي بعده، رجع عمر للمدرسة وابتسم لما شاف مريم في الفسحة. وقف معاها في الطابور من غير ما يتخطى حد. ولما شاف بعض زملائه بيحاولوا يتخطوا الطابور، نده عليهم وقال: “يا جماعة، لازم نحترم الطابور. كلنا لينا نفس الحق، ولو كل واحد التزم بدوره، الدنيا هتمشي تمام.”

زمايله بصوا لبعض وابتسموا. ومن يومها، بقى عمر مثال للالتزام والنزاهة في المدرسة، ومريم دايمًا كانت بتفكره إنه عمل الشيء الصح.

واصبح عمر بيردد دايماً لزمايله : ان الالتزام بالنظام والطابور مش بس بيعلمنا الصبر، لكنه بيعلمنا كمان نحترم حقوق الآخرين ونبني مجتمع أكثر عدلاً.

 

 

اترك رد