قصة قلب الصغير وقت الخلاف الكبير

حدوتة جدتي:قصة قلب الصغير وقت الخلاف الكبير

في أحد الأيام، كان الطفل كريم، البالغ من العمر 6 سنوات، يجلس في غرفته يحل واجباته المدرسية. فجأة، سمع صوت والديه يرتفع شيئًا فشيئًا، ثم تحوّل الحديث إلى نقاش حاد. لم تكن هذه المرة الأولى التي يسمع فيها كريم خلافًا بين والديه، لكنه هذه المرة شعر بشيء مختلف… شعور بالخوف.

قصة قلب الصغير وقت الخلاف الكبير

وبينما حاول كريم تجاهل الأصوات، إلا أن قلبه كان ينبض بسرعة. إذ أنه، وكما هو الحال مع الكثير من الأطفال، لم يكن يفهم تمامًا ما يدور، لكنه شعر أن شيئًا ليس على ما يرام. وهكذا، بدأت سلسلة من المشاعر السلبية تسيطر عليه، مثل القلق، والانزعاج، وحتى الإحساس بالذنب، معتقدًا أنه ربما يكون سبب الخلاف دون أن يدرك كيف.

ومع مرور الأيام، أصبح كريم أكثر صمتًا، أقل رغبة في اللعب، وبدأت معلمته تلاحظ تراجعًا في مشاركته داخل الفصل. وهذا يوضح بوضوح كيف يمكن للخلافات الزوجية، حتى وإن لم تكن موجهة مباشرة إلى الطفل، أن تترك أثرًا نفسيًا عميقًا عليه.

حديث مطمئن من الأم

لكن لحسن الحظ، لاحظت الأم هذا التغير في سلوك كريم، فقررت أن تجلس معه لتتحدث بصراحة. بدأت الحديث قائلة:
“عارف يا كريم، أوقات ماما وبابا بيتناقشوا بصوت عالي، وده طبيعي في كل بيت. لكن مهما حصل، إحنا بنحبك جدًا، والخلاف ده مش بسببك أبدًا.”

بفضل هذا الحديث، شعر كريم ببعض الارتياح، إلا أنه ما زال مترددًا في التعبير عن مشاعره. وهنا، قررت الأم أن تقوم بخطوة إضافية مهمة.

التعبير عن المشاعر خطوة بخطوة

قامت الأم بإحضار أوراق ملونة وأقلام، وطلبت من كريم أن يرسم ما يشعر به. وعلى الرغم من أنه لم يستطع أن يكتب مشاعره، إلا أن الرسومات عبّرت عن الكثير. فواحدة من الرسومات أظهرت بيتًا فيه حائط مشقوق، وأخرى أظهرت وجهًا حزينًا في الزاوية.

وهنا، بدأت الأم تشرح لكريم أهمية التعبير عن المشاعر، سواء بالكلام أو بالرسم أو حتى بالبكاء. ثم قالت له:
“كل مشاعرك مهمة، وأنا وبابا هنا دايمًا نسمعك ونفهمك. لو زعلت مننا أو خوفت، لازم تحكي، لأننا عايزينك دايمًا تكون مطمئن.”

وبمرور الوقت، بدأ كريم يعود لطبيعته. صحيح أن الخلافات لم تختفِ تمامًا، لكنها أصبحت أقل، وأصبحت الأم حريصة على ألا تحدث أمامه. والأهم من ذلك، أن كريم أصبح يعرف أن الخلاف لا يعني الكره، وأن الحب الحقيقي لا يختفي لمجرد وجود اختلاف في الآراء.

من خلال هذه القصة، نتعلم أن الطفل يشعر بكل ما يحدث حوله، حتى وإن بدا منشغلًا. ولذلك، من الضروري طمأنته وتأكيد أن الحب بين الوالدين لا ينتهي بسبب خلاف عابر، وأنه ليس مسؤولًا عما يحدث. كما يجب مساعدته في التعبير عن مشاعره، وتوفير بيئة حوارية آمنة له داخل المنزل.