البداية الجميلة
في مدرسة صغيرة تعج بالحيوية والضحكات، كانت هدي وأحمد مثالًا للصداقة الحقيقية. كل من يعرفهما يراهما دائمًا معًا، يضحكان، يتشاركان الأسرار، ويساعدان بعضهما في كل شيء. كانا لا يفترقان حتى في أوقات الفسحة، وكان الجميع يطلق عليهما لقب “التوأم الروحي”.
كان أحمد يعتمد على هدي لتشرح له الدروس الصعبة، وكانت هدي تجد في أحمد الدعم الذي تحتاجه عندما تواجه مشكلة. كانت هذه الصداقة تمثل لهما الأمان والراحة في عالم مليء بالتحديات.
لحظة غضب تهدد الصداقة

في أحد الأيام، أثناء اللعب في الفناء، اختلفا على من له الدور في قيادة الفريق. تحول النقاش إلى جدال، ومن الجدال إلى مشادة كلامية. في لحظة غضب، قال أحمد لهدي:
- “أنتِ دائمًا تحاولين السيطرة على كل شيء!”
ردت هدي بغضب:
- “وأنت دائمًا تتصرف بأنك تعرف كل شيء!”
كانت الكلمات جارحة وصادمة لكليهما. انفعل أحمد وغادر المكان غاضبًا، بينما بقيت هدي جالسة وحدها، تنظر إلى الأرض وعينيها تمتلئان بالدموع. لم يكن أحد منهما يتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد.
الانعزال والندم
مرت الساعات ببطء في ذلك اليوم. شعر أحمد بأن شيئًا ينقصه. حاول أن يشغل وقته باللعب مع أصدقائه الآخرين، لكنه لم يستطع التوقف عن التفكير في هدي. كيف سمح لكلمات بسيطة أن تُفسد شيئًا جميلًا استمر لسنوات؟
أما هدي، فقد قضت اليوم وهي تتجنب الحديث مع زملائها. كانت تشعر بالخذلان والحزن، لكنها أيضًا كانت تعلم في داخلها أنها أخطأت بردها الغاضب.
التفكير في الحل
في تلك الليلة، جلس كل منهما مع نفسه، يتذكر اللحظات الجميلة التي عاشاها معًا. تذكرا كيف أن أحمد ساعد هدي عندما فقدت كتابها المفضل، وكيف أن هدي وقفت بجانب أحمد في مسابقة الرسم وشجعته حتى فاز بالمركز الأول.
كان من الواضح أن الغضب قد أعمى كليهما للحظة، لكن تلك اللحظة لا يجب أن تكون نهاية لصداقتهما.
المصالحة والاعتذار

في صباح اليوم التالي، وقبل بداية الحصص، قرر أحمد أن يتحدث مع هدي. ذهب إليها بتردد، ولكنه كان يعلم أن الاعتذار هو الخطوة الصحيحة. وقف أمامها وقال بصوت منخفض:
- “أنا آسف يا هدي. ما كان يجب أن أقول تلك الكلمات. صداقتنا أهم من أي شيء، وأريد أن تعود الأمور كما كانت”.
هدي رفعت رأسها ونظرت إليه بابتسامة صغيرة، وقالت:
- “وأنا أيضًا آسفة يا أحمد. لقد كنت غاضبة ولم أفكر قبل أن أتكلم. أنت صديقي، ولا أريد أن نخسر بعضنا بسبب موقف تافه”.
تصافحا وضحكا معًا كما كانا يفعلان دائمًا. عادت الحياة إلى طبيعتها بينهما، لكن بدرس جديد تعلموه.
الدروس المستفادة من قصة لحظه غضب
بعد هذا الموقف، أدرك أحمد وهدي أهمية السيطرة على الغضب وأهمية الاعتذار في الحفاظ على العلاقات. أصبحا أكثر حرصًا على كلماتهم وتصرفاتهم، لأنهما تعلما أن الصداقة الحقيقية لا يجب أن تضيع بسبب لحظة ضعف أو انفعال.
النهاية السعيدة
استمرت صداقتهما بل وأصبحت أقوى من ذي قبل. في كل مرة يواجهان موقفًا صعبًا، كانا يتذكران ما حدث بينهما، فيضحكان ويتعلمان منه.