قصة لحظه فتحت عيني

(قصة دينية واقعية عن شكر النعم للأطفال)

المشهد الأول: صباح ممل

في صباح يوم دراسي عادي، جلست سارة على سفرة الإفطار، وهي عابسة الوجه.
رغم أن أمها وضعت لها ساندويتش الجبنة اللي بتحبه، وعلبة العصير، إلا أن سارة لم تكن راضية.

قالت بضيق:
– “كل يوم نفس الساندويتش؟ نفسي مرة آكل زي زمايلي… نوتيلا، أو جبنة مستوردة!”
تنهدت الأم وقالت بابتسامة:
– “النِعَم مش دايمًا في الحاجة الغالية… أوقات بتكون في البساطة اللي جوانا.”

لكن سارة لم ترد، وأخذت حقيبتها بتأفف وخرجت.


المشهد الثاني: لحظة مقارنة

في طريق المدرسة، ركبت سارة الباص، وجلست بجانب صديقتها ليلى.
فتحت ليلى حقيبتها وأخرجت وجبة فاخرة محضّرة في علبة ملونة.

قالت سارة بحزن:
– “ليه أنا ماما مش بتجيبلي كده؟ هي مش قادرة ولا مش عايزة؟”

بعد دقائق، توقّف الباص، وصعدت طالبة جديدة اسمها هنا، كانت تجلس بهدوء، ووجهها يبدو شاحبًا بعض الشيء.

بالمناسبة، لم تكن تحمل أي حقيبة، فقط كيس صغير به قطعة خبز وزيتون.


المشهد الثالث: المفاجأة

في وقت الفسحة، جلست سارة مع ليلى، وفي الزاوية كانت هنا تأكل وحدها.

فجأة، اقتربت سارة منها وسألتها:
– “إنتي مش جايبة غير ده؟”
ابتسمت هنا وقالت:
– “آه، دي أكلة ماما، بحبها جدًا… لما بابا تعب وبطل يشتغل، بقينا بناكل من غير لحمة ولا حاجات غالية… بس دايمًا بقول الحمد لله، لأن في ناس مش لاقية ده كمان.”

وقتها، شعرت سارة بشيء غريب في قلبها، إحساس جديد، كأن في “نقطة نور” دخلت عقلها لأول مرة.


المشهد الرابع: بداية الفهم

عادت سارة إلى البيت بعد المدرسة، وعندما رأت أمها، حضنتها فجأة وقالت:

– “معلش يا ماما… أنا كنت بفكر غلط. أنا عندي كل حاجة… وأكتر.”
تعجبت الأم وسألتها:
– “إيه اللي حصل؟”

فحكت سارة كل شيء عن هنا، وكيف غيرت كلماتها البسيطة طريقة تفكيرها.

وهكذا، بدأت الأم تحكي لها عن حديث النبي ﷺ:
“انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم.”


المشهد الخامس: تغيّر حقيقي

في اليوم التالي، حضرت سارة المدرسة ومعها وجبة زائدة، ووضعتها في شنطتها بدون كلام.
وفي الفسحة، جلست بجانب هنا، وقدّمت لها العلبة الصغيرة وقالت:
– “النهاردة ماما عملت أكلة حلوة… بس أنا مش بعرف آكل لوحدي.”
ابتسمت هنا، وشكرتها.

منذ تلك اللحظة، بدأت سارة ترى الحياة بشكل مختلف.


الرسالة من القصة:

أحيانًا، بنتولد وإحنا شايفين كل حاجة “عادي”، لكن لما نشوف معاناة غيرنا، ساعتها بس بنفتّح عينينا ونفهم قيمة اللي في إيدينا.

“الحمد لله” مش كلمة بنقولها… دي شعور عميق، بيخلي القلب ممتن ومرتاح.