قصة للاطفال : بناء المسجد يكتمل بالحجارة الصغيرة مع الكبيرة

قصة للاطفال : بناء المسجد يكتمل بالحجارة الصغيرة مع الكبيرة

 

قصة للاطفال : بناء المسجد يكتمل بالحجارة الصغيرة مع الكبيرة
قصة للاطفال : بناء المسجد يكتمل بالحجارة الصغيرة مع الكبيرة

قصة خيال علمي للاطفال : حكاية الروبوت الخجول


عبدالرحمن وبناء المسجد.

البداية: حلم عبدالرحمن الكبير.

في قرية صغيرة مليئة بالخضرة والأشجار، كان هناك طفل طيب القلب اسمه عبدالرحمن. كان عبدالرحمن محبًا للخير، ويحب أن يساعد الناس دائمًا، على الرغم من صغر سنه. كان يحلم أن يرى مسجد قريته الجديد مكتملًا، حيث يمكنه الصلاة مع أصدقائه وسماع القصص الجميلة من الشيخ خالد، إمام المسجد.

في أحد الأيام، أعلن أهل القرية عن حملة لبناء المسجد الجديد. اجتمع الكبار لتحديد الأدوار وتوزيع المهام، بينما وقف الأطفال يشاهدون بحماس. قرر عبدالرحمن أنه لا بد أن يساهم بشيء، مهما كان بسيطًا.

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

المساهمة البسيطة

نظر عبدالرحمن حوله، ولم يجد ما يمكن أن يقدمه. لكنه تذكر شجرة صغيرة بجوار بيته كانت تطرح ثمارًا طيبة. قرر أن يقطف بعضًا من هذه الثمار ويبيعها، ثم يتبرع بثمنها لبناء المسجد. حمل عبدالرحمن السلة الصغيرة، وجمع الفاكهة بحذر شديد. ثم ذهب إلى السوق، حيث وقف ينادي بابتسامة مشرقة:
“من يشتري الفاكهة الطازجة؟ من يريد أن يساهم في بناء المسجد؟”

لم تمر دقائق طويلة حتى باع عبدالرحمن كل الفاكهة. جمع المال وذهب به إلى المكان الذي يجتمع فيه أهل القرية للتبرعات. وضع المبلغ الصغير بين أيديهم وقال بفخر:
“هذا ما استطعت جمعه، أرجو أن يقبله الله.”

أكبر منحة مجانية لطلاب الإبتدائي من وزارة الاتصالات

سخرية الأصدقاء

لكن بدلًا من أن يشكره الجميع، بدأ بعض الأطفال يضحكون عليه. قال أحدهم:
“هل تعتقد أن هذا المال القليل سيبني المسجد؟”

وأضاف آخر بسخرية:
“يا عبدالرحمن، المسجد يحتاج إلى آلاف من الريالات، وليس مجرد حفنة من النقود!”

شعر عبدالرحمن بالحزن، لكنه لم يرد على أصدقائه. ظل صامتًا وعاد إلى بيته، ودموع صغيرة تملأ عينيه.

الشيخ خالد يتدخل

في اليوم التالي، اجتمع أهل القرية ليستمعوا إلى كلمة من الشيخ خالد. حضر الأطفال والكبار جميعًا، وكان عبدالرحمن يجلس في زاوية بعيدًا، محاولًا أن يخفي حزنه. بدأ الشيخ خالد الحديث وقال:
“يا أهل القرية، أريد أن أشكركم جميعًا على مساهماتكم لبناء المسجد. كل تبرع، كبيرًا كان أو صغيرًا، هو خطوة نحو تحقيق الحلم.”

ثم التفت الشيخ خالد نحو الأطفال وسألهم:
“من منكم يعرف حديث النبي صلى الله عليه وسلم: لا تحتقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق؟”

رفع أحد الأطفال يده وقال:
“نعم يا شيخ، لكن ما علاقة الحديث بتبرعات عبدالرحمن الصغيرة؟”

ابتسم الشيخ خالد وقال:
“دعوني أوضح لكم. تخيلوا أننا نريد أن نبني هذا المسجد بحجارة كبيرة. ماذا سيحدث إذا أهملنا الحجارة الصغيرة؟ هل سيكتمل البناء؟”

أجاب الجميع بصوت واحد:
“لا، يا شيخ!”

أكمل الشيخ:
“إسهام عبدالرحمن الصغير يشبه هذه الحجارة الصغيرة. ربما يبدو بسيطًا الآن، لكنه جزء لا يتجزأ من البناء. وربما يكون عمله الصغير هذا سببًا في فتح أبواب الخير لأناس كثيرين. ألم تسمعوا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: اتقوا النار ولو بشق تمرة؟”

حكايات جدتي : قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين 

درس لا يُنسى

نظر الأطفال إلى عبدالرحمن بخجل، ثم اقتربوا منه واعتذروا. قال أحدهم:
“سامحنا يا عبدالرحمن، لقد أخطأنا عندما سخرنا منك. ما قمت به شيء عظيم!”

رد عبدالرحمن بابتسامة:
“لا بأس. المهم أن نتعلم من أخطائنا.”

منذ ذلك اليوم، أصبح عبدالرحمن مصدر إلهام لكل الأطفال في القرية. تعلموا أن الخير لا يُقاس بحجمه، وأن كل عمل صغير يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا.

النهاية: المسجد المكتمل

بعد أشهر من العمل والجهد، اكتمل بناء المسجد. وقف أهل القرية جميعًا في يوم الافتتاح، وقد شعروا بالفخر. أما عبدالرحمن، فقد كان سعيدًا لأنه أسهم ولو بجزء بسيط في تحقيق هذا الحلم الكبير.

وهكذا، عاش عبدالرحمن وأصدقاؤه درسًا لن ينسوه أبدًا: الخير يبدأ من خطوة صغيرة، لكنه يمتد ليصل إلى أعماق القلوب.

اترك رد