قصة مكتبة الحي

في حي صغير مليء بالشوارع الضيقة، كان هناك مبنى قديم مهجور. كانت نوافذه مغطاة بالغبار، وأبوابه تصدر صريرًا عندما تُفتح بفعل الرياح. لم يلتفت أحد لهذا المبنى منذ سنوات طويلة، إلى أن قرر مجموعة من الأطفال الفضوليين اكتشافه ذات يوم.

قصة مكتبة الحي

كان الأطفال: مريم، علي، سامر، ولينا، دائمًا يبحثون عن مغامرات جديدة. وفي أحد الأيام، وبينما كانوا يلعبون في الحي، لاحظوا الباب المتهالك للمبنى مفتوحًا قليلاً. بحماسة وحذر، دخلوا المكان ليكتشفوا مفاجأة مذهلة.

الاكتشاف الكبير
كانت القاعة مليئة بالرفوف الخشبية القديمة التي تحمل كتبًا مغطاة بطبقات كثيفة من الغبار. قال علي بدهشة:
“واو! دي مكتبة!”

اقتربت مريم من أحد الكتب ونفضت الغبار عنه، لتجد عنوانًا لامعًا: “قصص العالم القديم”. قالت بحماس:
“الكتب دي شكلها قديم جدًا، لكن أكيد فيها حاجات ممتعة!”

قرر الأطفال أنهم لن يتركوا المكتبة على حالها. اتفقوا أن يعودوا في اليوم التالي بأدوات تنظيف لتنظيف المكتبة وترتيب الكتب.

العمل الجماعي
في صباح اليوم التالي، أحضر الأطفال المكانس، المناشف، وعلب المنظفات. بدأوا في تنظيف الغبار، ترتيب الكتب على الرفوف، وإزالة الأوراق الممزقة. تحولت المكتبة تدريجيًا من مكان كئيب إلى مساحة مضيئة ودافئة.

بينما كانوا يعملون، عثر سامر على كتاب بعنوان “عجائب العالم”. بدأ يقرأ بصوت عالٍ، واجتمع الأطفال حوله ليستمعوا. من تلك اللحظة، أصبح واضحًا أن المكتبة يمكن أن تكون مكانًا لتجمعهم وتعلمهم.

المكتبة تعود للحياة
بعد أيام من الجهد، أصبحت المكتبة جاهزة لاستقبال أطفال الحي. نشروا الخبر بين الأصدقاء والجيران، ودعوا الجميع لزيارة المكتبة. أصبح المكان ينبض بالحياة؛ الأطفال يقرؤون، يتبادلون الكتب، ويشاركون قصصًا عن المغامرات.

اقترحت لينا أن ينظموا يومًا للقراءة الجماعية. اجتمعوا في نهاية الأسبوع وقرأوا قصصًا عن الأبطال والمغامرات، مما جعل الجميع يشعرون بالترابط والحماس.

الدرس المستفاد من قصة مكتبة الحي 
تحولت المكتبة القديمة إلى رمز للتعاون والعمل الجماعي. تعلم الأطفال أن القراءة ليست مجرد كلمات على ورق، بل هي وسيلة لاستكشاف عوالم جديدة وبناء صداقات.

في أحد الأيام، وقف علي وقال:
“إحنا خلينا المكتبة مكان جميل لكل الناس. مفيش حاجة بتفرح أكتر من إنك تلاقي ناس بتحب تقرأ وتتعلم.”

بهذا، أصبحت المكتبة مكانًا يجمع أطفال الحي حول حب الكتب والمعرفة، وشهدت قصصًا جديدة تنسج من تعاونهم وروحهم الجماعية.

اترك رد