قصة ليلى والغرور
في يوم من الأيام، في قرية صغيرة تدعى “الوديان”، كانت تعيش فتاة تدعى ليلى. في البداية، كانت ليلى معروفة بجمالها اللافت وذكائها، وبمرور الوقت، أصبحت دائماً تحصل على الإشادة من الجميع. ومع مرور الأيام، بدأت ليلى تصبح مغرورة بنفسها، وكان ذلك يجعلها ترى أنها أفضل من الجميع.
بــدايــة الــغــرور
على سبيل المثال، كانت ليلى دائماً تقول لأصدقائها:
- “أنا الأذكى في الفصل، ولا أحد يستطيع أن يسبقني في أي شيء.”
وفي كل مرة كانت تمشي في القرية، كانت تتجاهل الأطفال الآخرين، معتبرة أنهم أقل منها شأناً.
في المدرسة، عندما كان المعلم يطلب من الجميع العمل معاً في الأنشطة الجماعية، كانت ليلى ترفض باستمرار التعاون مع زملائها، قائلة:
- “لا أحد يمكنه العمل بنفس كفاءتي، أنا لا أحتاج إلى أحد.”
الــمــســابــقــة الــمــدرســيــة
لاحقاً، في أحد الأيام، أعلنت المدرسة عن مسابقة علمية كبيرة، والجائزة كانت منحة دراسية للمدرسة الثانوية الأفضل في المدينة. لذلك، قررت ليلى المشاركة، وكانت واثقة من الفوز. ومع ذلك، لم تهتم لتحضير نفسها جيداً، ظناً منها أن ذكاءها يكفي.
وعندما جاء يوم المسابقة، لاحظت ليلى أن العديد من زملائها كانوا مستعدين جداً، وقد حضروا بمشاريع علمية مذهلة. في تلك اللحظة، بدأت تشعر ببعض القلق، لكنها سرعان ما قالت لنفسها:
- “أنا ليلى، ولا أحد يمكنه منافستي.”
لــحــظــة الــحــقــيــقــة
بعد ذلك، عُرضت مشاريع الطلاب أمام لجنة التحكيم. وعندما جاء دور لَيلى، كان مشروعها بسيطاً وغير مبتكر، مقارنة بمشاريع زملائها. على الرغم من محاولتها التحدث عن مشروعها بثقة، لم تكن لجنة التحكيم مقتنعة بما قدمته.
وفي النهاية، لم تفز لَيلى بالجائزة، بل فازت بها زميلتها مريم، التي كانت تعمل بجد مع فريقها طوال الأسابيع الماضية.
درس مــؤلــم
بعد انتهاء المسابقة، شعرت لَيلى بالحزن والخجل. ولأنها لم تكن قادرة على مواجهة أحد، جلست بمفردها في الحديقة، تفكر في ما حدث. فجأة، جاءتها مريم، وقالت لها بلطف:
- “لَيلى، الذكاء وحده لا يكفي. العمل الجماعي والاجتهاد هما مفتاح النجاح.”
حينها، أدركت لَيلى أنها كانت مخطئة في تصرفاتها وفي طريقة تفكيرها. ونتيجة لذلك، قررت أن تغير من نفسها، وأن تتعلم كيف تكون متواضعة وتحترم الآخرين.
الــتــغــيــيــر
في الأيام التالية، بدأت لَيلى بالاعتذار لأصدقائها، وعملت معهم في الأنشطة المدرسية. وبالتدريج، أصبحت تستمع لنصائح الآخرين وتتعاون معهم.
ومع مرور الوقت، أصبحت لَيلى مثالاً للتواضع والاجتهاد. وأخيراً، تعلمت درساً مهماً:
- “الغرور قد يمنحك لحظة زائفة من الثقة، لكنه لن يجلب لك النجاح الحقيقي.”
الــعــبــرة
في الختام، يمكن القول إن الغرور قد يكون عائقاً أمام النجاح. لذا، فإن التواضع والعمل الجماعي هما الطريق لتحقيق الأحلام