قصة وحيد الذي أحب الجميع

                           قصة وحيد الذي أحب الجميع

في قرية صغيرة تدعى “الأمل”، عاش ولد يدعى وحيد. كان وحيد طيب القلب، محبوبًا من الجميع، ومليئًا بالطاقة الإيجابية. اعتاد دائمًا أن يضحك ويمزح مع الناس. كان لديه مجموعة من الأصدقاء المقربين: سماح، نور، ومحمد. في المدرسة، كان وحيد طالبًا متفوقًا ومجتهدًا، ولكنه كان يحب المزاح والضحك لإضفاء البهجة على يومه وأيام الآخرين.

كان أصدقاء وحىد يحبون قضاء الوقت معه بسبب روحه المرحة وابتسامته التي لا تفارق وجهه. يقضون أوقاتهم بين الدراسة واللعب والمحادثات الممتعة. كان وحيد دائمًا يحاول رسم البسمة على وجوههم، ويشعر بالرضا عندما يرى السعادة في عيونهم.

في يوم من الأيام، كان وحىد جالسًا مع أصدقائه كالمعتاد. فجأة قرر أن يقول نكتة ظن أنها ستجعلهم يضحكون كما يفعل دائمًا لكنه لم يكن يعلم أن هذه النكتة ستغضب نور بمجرد أن أنهى النكتة، تغير وجه نور وقالت بغضب:
“انت ولد سيء! ماذا قلت عني؟ حياتك كلها هزار وضحك، ونحن لدينا امتحانات وأمور مهمة.”

 

حاول محمد أن يهدئ نور، لكن غضبها كان أقوى. ألقت اللوم على وحيد واتهمته بأنه لا يأخذ الأمور بجدية. شعر وحيد بالصدمة والحزن، ولم يعرف كيف يرد.

عاد وحيد إلى المنزل حزينًا، تفكيره مشوش وكلماته مكتومة. جلس في غرفته وقال لنفسه:
“لماذا حدث كل هذا ما الذي فعلته كنت فقط أحاول أن أجعلهم يضحكون. يبدو أنني مزعج، وربما لا يحبني أحد.”

قال وحيد لنفسة “سأكتفي بوحدتي، لن أزعج أحد بعد الأن

في اليوم التالي جمع وحيد شجاعته وذهب إلى نور ليعتذر. قال لها أنا آسف يا نور، لم أقصد أن أزعجك. كنت فقط أحاول أن أمزح. أرجوك سامحيني.”

قبلت نور اعتذاره وقالت: أعلم أنك لم تكن تقصد الإساءة، لكن أحيانًا نحتاج إلى التركيز على الأمور المهمة.”

 

ورغم قبولها للاعتذار، شعر وحيد أن شيئًا ما تغير.

بمرور الوقت، أصبح ينعزل تدريجيًا عن أصدقائه. لم يعد يشاركهم اللعب أو الحديث. اعتقد أنه إذا بقي وحده فلن يزعج أحدًا ولن يغضب أحد منه. تحول من الولد المرح إلى شخص هادئ وكئيب. كان يقضي وقته في المنزل، يقرأ الكتب أو يجلس وحىدًا في الحديقة.

 

أصبح محمد وسماح قلقين علية وحاولا التحدث معه وإعادته إلى طبيعته، لكنه كان يرد دائمًا:
“أنا بخير، فقط أحتاج إلى البقاء وحدي.”

رغم الوحدة التي عاشها، أدرك بعد فترة أنه بحاجة إلى إعادة التفكير في طريقته للتعامل مع الآخرين. قرر أن يكون أكثر حذرًا في كلامه، لكنه أدرك أيضًا أنه يجب ألا يفقد روحه المرحة. فالسعادة الحقيقية تأتي من التوازن بين نشر الفرح واحترام مشاعر الآخرين.

 

الدرس: أحيانًا، قد يخطئ الشخص في محاولة إسعاد الآخرين، لكن التعلم من الأخطاء هو المفتاح لبناء علاقات أقوى وأكثر فهمًا.

اترك رد