قصص تربوية : وصايا الجد عمران لحفيده آدم

قصص تربوية : وصايا الجد عمران لحفيده آدم

 

قصص تربوية : وصايا الجد عمران لحفيده آدم
قصص تربوية : وصايا الجد عمران لحفيده آدم


التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

قصة: “رحلة الجد عمران والحفيد آدم”

حكاية عن طريق طويل… ورسالة أغلى من الذهب


بداية الطريق

في صباح دافئ من أيام الربيع، وقف الجد عمران عند باب البيت، ممسكًا بعصاه الخشبية، وهو ينظر إلى حفيده آدم الذي جلس على العتبة يحاول ربط حذائه.

قال الجد بابتسامة:

– “جاهز يا بطل؟ الرحلة هتبدأ دلوقتي.”

رد آدم بحماس:

– “جاهز يا جدو! بس إحنا رايحين فين النهاردة؟”

قال الجد وهو يشير للطريق الترابي:

– “رحلة قصيرة، بس فيها أجمل حكاية ممكن تسمعها.”


ثلاث خطوات… وعشرة أسئلة

مشى آدم بجوار جده، وبعد خطوات قليلة، سأل:

– “ليه الطريق ده مش مفروش؟ ليه ما مشيناش في الشارع اللي فيه ناس كتير؟”

ضحك الجد وقال:

– “اللي ماشيين في الزحمة دايمًا بيضيعوا صوتهم في الرد على الناس، وبيسهل يتشتتوا. الطريق الفاضي بيخلّي اللي ماشي فيه يسمع نفسه… ويسمع ربنا.”

قصص جدتي : قصة أول يوم صيام

هز آدم رأسه، لكنه لم يفهم تمامًا. ثم سأل:

– “طيب لو حد ناداني أو ضحك عليّا، أرد عليه؟”

رد الجد وهو ينظر للأمام:

– “كل كلمة ترد عليها وانت مش محتاج، بتأخرك خطوة عن هدفك. واللي يبص وراه كتير، بيتعثر.”


عند التلّ الأول 🏞️

وصلوا لتلّ صغير، وجلسوا ليستريحوا. قال آدم:

– “أنا تعبت شوية… بس شوفت ولد بيجري أسرع مني، وده خلاني أزعل.”

ضحك الجد وربت على كتفه:

– “لو فضلت تقارن نفسك بغيرك، هتنسى أنت وصلت لفين. في ناس بتسبقك، وفي ناس أنت سبقتهم، لكن كل واحد في طريقه. ونعمة ربنا ليك مش لازم تبقى نفس نعمة اللي حواليك.”

قال آدم بصوت خافت:

– “يعني ما أبصش حواليّ كتير؟”

أجابه الجد:

– “بص بس عشان تتعلم، مش عشان تقارن. وخليك مركز على سعيك، مش على سرعات الناس.”


الغراب والصوت العالي 🦅

وأثناء سيرهم، مرّ غراب ينعق بصوت مرتفع جدًا، فغطّى آدم أذنيه.
قال الجد:

– “الغربان بتعمل دوشة عشان تبان… لكن الطيور الجميلة تطير بهدوء، وتوصّل بعيد من غير ما تصرخ.”

قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

نظر آدم وقال:

– “يعني مش لازم أرد على كل حد بيشكّك فيّا؟”

رد الجد بثبات:

– “بالضبط. النجاح مش محتاج صوت عالي، ولا شرح كتير. محتاج هدوء داخلي، وشغل مستمر، ونية صافية.”


عند الشجرة الكبيرة 🌳

جلسا تحت شجرة كبيرة، وفتح الجد كيسًا فيه بعض البلح والخبز.
قال وهو يقدّم الطعام لآدم:

– “اللي بيمشي طريقه، ما ينفعش يوقف كل شوية يشرح هو رايح فين. اللي بيشتغل بصدق، مش مطالب يثبت نفسه كل لحظة.”

سأل آدم:

– “بس لو الناس مش فاهماني، أشرح لهم؟”

ابتسم الجد وقال:

– “اللي بيفهمك من غير شرح، هو اللي يستحق وجودك. والباقي؟ سيبهم… وخلي نيتك لله.”


نهاية الرحلة… وبداية الفهم 🌅

وصلوا إلى قمة صغيرة تطلّ على القرية.
قال الجد:

– “شايف الطريق اللي مشيناه؟ لو كنا وقفنا نرد على كل صوت، أو نرجع نطّمن إنّا سبنا حد ورا، مكنّاش وصلنا هنا.”

قال آدم وعيناه تلمعان:

– “فهمت… كل التفاتة كانت ممكن تأخرنا… وكل مقارنة كانت ممكن تسرق فرحتي.”

أكّد الجد:

– “بالضبط يا آدم. ركّز على نفسك، على نيتك، وعلى هدفك… وسيب الباقي على ربّك.”


الخلاصة 💡

رجع آدم إلى البيت وهو يحمل على ظهره حقيبة، لكن في قلبه كانت الحِكمة هي الأثقل.
من يومها، لم يعد ينشغل بكلام الناس، ولا بنجاح غيره، ولا بالمقارنة.
كان يمشي في طريقه بثبات، هادئًا، متزنًا، واثقًا… لأن الجد عمران علّمه أن:
“المُلتفِت لا يصل… والتركيز على الرسالة هو أسرع طريق للهدف.”

النهاية.

 

 

Ask ChatGPT