قصص حيوانات الغاية : الحصان الأصيل والحمار المغرور

قصص حيوانات الغاية : الحصان الأصيل والحمار المغرور

قصص حيوانات الغاية : الحصان الأصيل والحمار المغرور
قصص حيوانات الغاية : الحصان الأصيل والحمار المغرور

في يوم من الأيام، كان يا ما كان في قديم الزمان، كان هناك مزرعة كبيرة يعيش فيها عدد من الحيوانات، وكان بينهم حصان أصيل قوي وأنيق يُدعى “برق”، وحمار لطيف يُدعى “جحش”. كانوا يعيشون في وئام وسلام، لكن كلٌّ منهم كان له صفاته وميزاته الخاصة.

وفي يومٍ من الأيام، قرّر صاحب المزرعة أن يقيم مسابقة كبيرة، حيث أعلن أن هناك مسؤولية عظيمة ستلقى على عاتق الحيوان الفائز، هذه المسؤولية كانت تتعلق برعاية الزرع وحماية المزرعة من أي خطر يهددها. طلب صاحب المزرعة من الحيوانات أن يجتمعوا ليخبرهم عن المسابقة، وقال إن المسؤولية تتطلب الشجاعة، القوة، والقدرة على التحمل.

الحصان برق، بجسده اللامع ورأسه المرفوع، استعد بكل حماسة ليُظهر قوته وسرعته. أما جحش، فقد كان ينظر للحصان ويشعر بالغيرة، فهو أيضًا أراد أن يكون مسؤولًا مثل برق، رغم أنه يعلم أن الحمار في العادة لا يُختار لمثل هذه المهام.

قال جحش في نفسه: “لو أظهر للجميع أنني أستطيع القيام بالمسؤولية مثل الخيل، سأحصل على المكانة والاحترام الذي أستحقه! كل ما علي فعله هو التصرف مثل الحصان.”

بدأت المسابقة، وبدأ برق بإظهار مهارته وقوته، كان يركض بسرعة فائقة حول المزرعة، يقفز فوق الحواجز بسهولة، ويتحمل المسافات الطويلة دون أن يتعب. في هذه الأثناء، كان جحش يحاول تقليد الحصان، يحاول الركض مثله، ويحاول القفز على الحواجز، لكنه كان يتعثر ويقع باستمرار.

في يوم من أيام المسابقة، قرر جحش أن يجري بكل قوته نحو أحد الحواجز الكبيرة. بدأ يركض، وكان يقول لنفسه: “أنا مثل الخيل، أنا قوي مثلهم!” لكن في منتصف الطريق، تعب جحش وبدأ بالتعثر، وسرعان ما انقلبت ساقاه ووقع على الأرض. ضحكت باقي الحيوانات، ولكن جحش لم يستسلم، بل قرر أن يحاول بطرق أخرى.

قال جحش لصديقه الثعلب: “اسمع، لو ارتديت السرج الذهبي مثل الحصان، سيظن الجميع أنني مثله وسأفوز في المسابقة!”

وفعلاً، ذهب جحش وطلب من صاحب المزرعة أن يعطيه السرج الذهبي، فأعطاه له، لكن بمجرد أن ارتداه بدأ السرج ينزلق من ظهره لأنه لم يكن مناسبًا له، وكان يجعله يبدو مضحكًا. ورغم ذلك، قرر جحش الاستمرار في المحاولة.

أحد الأيام، سمع جحش صوت الذئاب تقترب من المزرعة، وأحس بخوف شديد، لكن تذكر المسؤولية التي يرغب في الحصول عليها، وقال لنفسه: “الآن سأثبت للجميع أنني شجاع مثل الخيل.” حاول الاقتراب من الذئاب، وبدأ ينهق بصوت عالٍ ليخيفهم، لكن الذئاب لم تهتم به على الإطلاق، واستمروا في التقدم.

قصة حزينة : قصة يوسف أبيضاني وحلو وشعره كيرلي

في هذه اللحظة، دخل الحصان برق وبدأ يركض باتجاه الذئاب، ويقفز بقوة أمامهم حتى أخافهم وأبعدهم عن المزرعة. شاهدت الحيوانات هذا المشهد وأدركت الفرق بين قدرات الحصان الأصيل وقدرات الحمار. لم يكن الأمر فقط عن المظهر أو عن الرغبة، بل كان عن القدرات الطبيعية التي يمتلكها كلٌّ منهم.

بعد أن انتهت المسابقة، جاء صاحب المزرعة وقال للحيوانات: “لكل حيوان ميزاته، ولكلٍّ منهم دوره، فمن المهم أن يعرف كل واحد مكانه وقدراته وأن يكون فخورًا بها. فالخيل خُلقت للسباق والحراسة، بينما الحمير لها دورها أيضًا، لكن ليس في مثل هذه المهام.”

أكبر منحة مجانية لطلاب الإبتدائي من وزارة الاتصالات

أحس جحش بالخجل، لكنه تعلّم درسًا مهمًا، أدرك أنه لا يجب أن يتظاهر بشيء ليس له، بل عليه أن يفتخر بكونه حمارًا طيب القلب وله دوره الخاص في المزرعة.

ثم قام صاحب المزرعة ، بإلقاء الأبيات الجميلة:

قل للحمير و إن طالت معالفها لن
تسبق الخيل في ركض الميادينِ

تبقى الحميرُ حميراً حتى إذا
لجَّمتهم ذهبًا أو أطعمتهم تين

و قد تُسمِعُ اللَيثَ الجِحاشُ نَهيقَها
و تُعلو إِلى البَدرِ نِباحُ الكلاب

و لأنّ الخَيلَ قَد قَلت
تَحلّت حَمِيرُ الحيِّ بالسرج الأنِيق

وَ إِذا ظَهَرَ الحِمارُ بِزيِّ خَيلٍ
انكشفَ أمرهُ عِند النهيق

اترك رد