قصص رمضانية : قصة سر الطبق الزائد

 قصص رمضانية : قصة سر الطبق الزائد

المشهد الأول: علامة استفهام على المائدة

في أول يوم من رمضان، جلس سليم مع عائلته على مائدة الإفطار، وكانت رائحة الطعام تملأ المكان. لكنه لاحظ شيئًا غريبًا… هناك طبق زائد كل يوم! لم يكن أحد من العائلة يأكل منه. ظل سليم يراقب الأمر لعدة أيام حتى زاد فضوله، فقرر أن يسأل والدته:

  • “ماما، لماذا تعدين طبقًا إضافيًا كل يوم ولا أحد يأكله؟”
    ابتسمت والدته بلطف وقالت: “ستعرف قريبًا، يا سليم. ارتدِ حذاءك وتعالَ معي.”

المشهد الثاني: الزيارة المفاجئة

في ذلك المساء، خرج سليم مع والدته وهو يتساءل إلى أين سيذهبان. سرعان ما وصلا إلى باب منزل صغير في آخر الشارع. طرقت والدته الباب، وبعد لحظات، فتح الباب رجل مسنٌّ بابتسامة دافئة.

قالت والدته: “السلام عليكم، عم حسن. هذا إفطارك اليوم.”
أخذ الرجل الطبق وهو يقول ممتنًا: “جزاكِ الله خيرًا، يا ابنتي. ورمضان مبارك لكما.”

وقف سليم مذهولًا، ثم نظر إلى والدته وسألها: “مَن هذا الرجل؟ ولماذا نحضر له الطعام؟”

المشهد الثالث: دروس من رمضان

أجابته والدته وهي تربّت على كتفه: “هذا جارنا، عم حسن. يعيش وحده منذ فترة طويلة، ولم يعد قادرًا على إعداد الطعام بنفسه. نحن نحضر له الإفطار يوميًا حتى لا يشعر بالوحدة.”

شعر سليم بالدهشة، لكنه سرعان ما أدرك المعنى العميق وراء هذا الفعل. فقال بحماس: “رمضان ليس فقط عن الصيام، أليس كذلك؟ بل عن مساعدة الآخرين أيضًا!”

ابتسمت والدته بفخر وقالت: “بالضبط، يا سليم! العطاء جزء مهم من هذا الشهر الكريم.”

المشهد الرابع: خطوة جديدة

في اليوم التالي، عندما حان وقت تحضير الإفطار، اقترب سليم من والدته بحماس وقال: “هل يمكنني مساعدتك في إعداد طبق عم حسن اليوم؟”

فرحت والدته كثيرًا وقالت: “بالطبع، يا بُنيّ! العطاء يصبح أجمل عندما نشارك فيه.”

وبالفعل، أصبح سليم يحرص كل يوم على المشاركة في تحضير الطعام، بل وأصبح يطلب من والديه البحث عن آخرين قد يحتاجون المساعدة. ومنذ ذلك اليوم، لم يعد يرى الطبق الزائد مجرد طبق… بل أصبح يرى فيه فرصة لنشر الخير والفرح.

💡 الدرس المستفاد من قصة سر الطبق الزائد


الصيام ليس فقط الامتناع عن الطعام، بل هو أيضًا شعور بالآخرين، ومساعدتهم، وإدخال السرور إلى قلوبهم. مثلما كان الطبق الزائد في البداية لغزًا لسليم، أصبح فيما بعد مفتاحًا لفهم معنى العطاء الحقيقي.