قصص وحكايات لأطفال : قصة وراء كل غياب… أب بيحاول

قصص وحكايات لأطفال : قصة وراء كل غياب… أب بيحاول

 


المشهد الأول: بداية الضيق

في مدينة صغيرة هادئة، كان “أشرف” بيصحى كل يوم بدري علشان يروح شغله الحكومي.
رغم المرتب القليل، كان بيحاول يدبّر احتياجات بيته على قد ما يقدر.
ومع مرور الوقت، الأسعار بتعلى، والمصاريف بتزيد، والراتب ثابت.
وبين كل يوم والتاني، كان الحمل بيكبر، خصوصًا لما مراته حملت في الطفل التالت.


المشهد الثاني: القرار الصعب

في لحظة صمت بعد عشاء بسيط، بص أشرف في عينين مراته وقال لها:
“أنا كده مش هعرف أكمّل… لازم أسافر وأجيب دخل كويس لأولادنا.”
ورغم الخوف اللي كان مالي قلبها، فهمت إنه بيعمل كده علشانهم.

وبالفعل، بعد شهور من التفكير، قدّم استقالته وسافر الخليج.
ساب ولاده، وبيته، وذكرياته… علشان يبدأ من الصفر.


المشهد الثالث: الغربة مش سهلة

من أول لحظة وصل فيها، اصطدم بحياة مختلفة، شغل شاق، وساعات طويلة تحت الشمس.
ومع ذلك، كان بيقول لنفسه: “أنا مستحمل علشانهم.”
كل يوم، بعد 12 ساعة شغل، يرجع لشقته الضيّقة، يمسك تليفونه، ويبص في صور أولاده.

وفي المكالمات القصيرة، كان بيضحك معاهم وبيخبي تعب الأيام، علشان يفضل الأب القوي في نظرهم.


المشهد الرابع: الاشتياق والندم المؤقت

في الأعياد، كان بيحس إن البيت ناقصه، وإن حضن أطفاله أغلى من أي مرتب.
لكن، في نفس الوقت، كان بيعرف إن تضحياته بتخلق مستقبل أحسن ليهم.
وفي كل تحويل بيبعته، بيحس إنه بيبني حلم صغير في كل بيت، رغم إنه بعيد.


المشهد الخامس: العودة بعين تانية

بعد سنين من التعب، رجع أشرف، شايل شنطته، وقلبه مليان شوق.
لكن لما دخل البيت، شاف ولاده كبروا، ومراته شايلة بيت من غيره.
وهنا أدرك، إن النجاح مش بس في الفلوس، لكن كمان في الوقت اللي بيقضيه معاهم.

ومع ذلك، عمره ما ندم على اللي عمله.
لأنه، ببساطة، كان بيدوّر على حياة كريمة لأولاده… وفعلاً قدر يوفرها.


الخاتمة:

وربما الغربة وجع، لكنها أحيانًا الطريق الوحيد اللي يفتح باب الأمل.
وفي نهاية القصة، بنكتشف إن الأب مش بس بيحمي أولاده بجسده،
لكن كمان بيتعب، وبيبعد، وبيتحمّل… علشان يوفّر ليهم مستقبل يستحقوه.