قصة: زكاة الوقت

كما نُزكي المال… فلنُزكّ وقتنا
المشهد الأول: الزحمة لا ترحم
كان النهار قد بدأ لتوّه، و”علا” تُحضّر كوب القهوة وهي تنظر في جدول مهامها اليومي، تنهيدة طويلة خرجت منها:
“يوم تاني مزدحم جدًا… الشغل، والبيت، والدروس، والمشاوير… الوقت بيجري وبيخلص قبل ما ألحق أعمل حاجة لروحي.”
رغم أنها ملتزمة ومجتهدة، لكنها كانت دائمًا تشعر أن الوقت لا يكفي أبدًا.
المشهد الثاني: شرارة التغيير
في طريقها للعمل، استمعت بالصدفة إلى مقطع صوتي من أحد المشايخ يقول:
“كما أن في المال زكاة، فإن للوقت زكاة… فتقرب إلى الله بدقائق يومية، تزكّي بها وقتك، وسينمو كما ينمو المال بالبركة.”
توقفت “علا” للحظات، وترددت الكلمات في ذهنها… “زكاة الوقت؟! أول مرة أسمع التعبير ده…”
المشهد الثالث: أول خطوة
في اليوم التالي، ورغم ازدحامها، خصصت “علا” 10 دقائق فقط بعد الفجر لقراءة القرآن. ثم، في منتصف اليوم، قررت إرسال رسالة دعم لصديقتها التي تمر بضيق.
“هو كده؟ بس كده؟!”
قالت في نفسها بتعجب: “يمكن أبدأ بحاجة بسيطة… نشوف.”
المشهد الرابع: المفاجأة الأولى
مرّ أسبوع… ولأول مرة منذ شهور، شعرت “علا” أن يومها منتظم، وأن وقتها بدأ يتبارك فعلًا.
رغم كثافة المهام، أصبحت تُنجز أكثر… وبهدوء نفسي غريب.
ومع ذلك، لم تتوقف… بل زادت المدة إلى 15 دقيقة، وأصبحت تُخصص كل يوم عملًا بسيطًا لله.
المشهد الخامس: البركة اللي بتكبر
مع مرور الوقت، بدأ أصدقاؤها يلاحظون التغيير:
“علا، شكلك مرتاحة مؤخرًا رغم ضغط الشغل!”
“إيه السر؟!”
ابتسمت وقالت:
“السر؟ زكاة الوقت يا أحبابي… 15 دقيقة لله، وربنا بيردهم بساعة راحة وسكينة.”
المشهد السادس: النور اللي بيتمدّد
لم تعد “علا” وحدها… بدأت تشارك فكرتها مع زملائها، وجمعت مجموعة صغيرة من الأصدقاء على جروب واتساب اسمه “دقايق لله”، يتشاركون فيه أذكار، قراءات، وأعمال خير بسيطة.
وهكذا، لم تزكّ وقتها فقط… بل زرعت البركة في أوقات غيرها.
الخاتمة: الرسالة
في كل يوم نركض ونلهث خلف المهام… وننسى أن البركة لا تأتي بالسرعة، بل بالنية والصدق.
زكاة الوقت ليست عبئًا… بل هي المفتاح الذي يفتح لنا أبواب البركة، الهدوء، والاتزان.