قصة البيت الذي انطفأ… ثم أضاء

قصص دينية ومؤثرة عن صلة الرحم : قصة البيت الذي انطفأ… ثم أضاء


 المشهد الأول: البداية الصامتة

في أحد أحياء المدينة الهادئة، كان “سليم” يعيش مع والدته بعد وفاة والده.
ورغم أن أقاربه يسكنون في الشارع المقابل،
إلا أنه لم يتواصل معهم منذ سنوات.
في الواقع، لم تكن هناك خصومة واضحة…
لكن الانشغال، واللامبالاة، وبعض التراكمات الصغيرة صنعت بينهم جدارًا صامتًا.


 المشهد الثاني: دعوة غير متوقعة

وذات صباح، بينما كان سليم يرتّب أوراقه القديمة،
وجد ظرفًا صغيرًا مكتوبًا عليه:
“دعوة لحضور عقيقة ابن عمك طارق، يوم الجمعة المقبل.”

لأول وهلة، تردد…
ثم فجأة، نظر إلى والدته التي سألته بابتسامة خفيفة:

“هتحضر؟ ولا هتكمل القطيعة؟”

حينها، شعر بوخز في قلبه… فقرر أن يذهب.


🕌 المشهد الثالث: اللقاء الذي بدّد الغبار

في يوم الجمعة، دخل سليم منزل عمّه بتردد،
ومع ذلك، استُقبل بحفاوة شديدة،
وضمه طارق بقوة وقال له:

“وحشتنا يا ابن عمّي… البيت كان ناقصك.”

وبينما جلس معهم وتبادل الأحاديث والضحكات،
بدأ يشعر أن الغربة التي كانت داخله بدأت تذوب.
وفجأة، أدرك أنه هو من كان غائبًا عن كل هذه التفاصيل الدافئة.


 المشهد الرابع: رسالة من القلب

بعد اللقاء، قرر سليم أن يكتب رسالة قصيرة لعمه الأكبر،
الذي لم يره منذ أكثر من عشر سنوات.
كتب فيها:

“أعلم أن الوقت مضى، لكن القلوب ما زالت تنبض،
وإن قطعت الأيام بيننا، فإن النية أن تصلنا من جديد.”

وبعد ذلك، أرسل الرسالة،
وبكل أمل، انتظر الرد.


 المشهد الخامس: زيارات متبادلة

في الأيام التالية، بدأت الزيارات تتكرر…
سليم يزور خالته المريضة، ويقف مع أبناء عمومته في مواقف مختلفة.
وبتدريج واضح، بدأ يشعر بالدفء في حياته.

كما أن والدته شعرت بسعادة كبيرة،
وقالت له ذات يوم:

“البيت اتنور تاني، يا سليم… كنت فاكرة إن النور راح مع أبوك،
لكن طلع النور الحقيقي… في صلة الرحم.”


 المشهد السادس: درس الحياة

وفي إحدى خطب الجمعة، سمع الإمام يقول:
“من أراد بركة في عمره ورزقه، فليصل رحمه.”
(حديث شريف)

عندئذ، ابتسم سليم وقال في نفسه:

“البركة مش دايمًا فلوس… أحيانًا البركة… حضن، كلمة، أو زيارة.”

ومنذ ذلك اليوم، أصبحت صلة الرحم جزءًا من جدول سليم،
ليس فقط لأنه اقتنع بها،
ولكن لأنه جرب أثرها الحقيقي في حياته.


 الدرس المستفاد:

صلة الرحم قد تنطفئ فترة، لكنها لا تموت…
ومتى قررنا أن نعيد الحياة لها، سنكتشف أن البركة كانت في الطريق إلينا،
لكننا كنا غافلين عنها.