قصص وحكايات لأطفال : قصة زجاجة الماء
اقرأ قصة “زجاجة الماء”، قصة ملهمة عن فتاة صغيرة تعلمت أن العطاء الحقيقي لا ينتظر مقابلًا. قصة تربوية مقسمة إلى مشاهد وتعلّم الأطفال قيمة الكرم ومساعدة الآخرين في وقت الحاجة.
المشهد الأول: في قلب الصحراء
في صباحٍ شديد الحرارة، كانت قافلة صغيرة تمرّ عبر الصحراء. وبينما كانت الرمال تشتعل تحت الأقدام، كانت “ليلى” – فتاة صغيرة تسافر مع والدها التاجر – تشعر بالعطش الشديد.
لكن بالرغم من ذلك، كانت تحتفظ بزجاجة ماء واحدة فقط، هي كل ما تبقى لها حتى تصل القافلة إلى الواحة بعد ساعات طويلة من السير.
المشهد الثاني: لقاء غير متوقع
فجأة، لاحظت ليلى ولدًا صغيرًا يجلس تحت ظل صخرة. كان متعبًا، وجهه شاحب، وشفتيه جافتين. اقتربت منه وسألته:
– “أين أهلك؟”
– “ضاعوا عني… وأنا تائه من الأمس.”
رغم أنها كانت عطشانة بشدة، أخرجت زجاجة الماء من حقيبتها، وناولته إياها دون تردد.
قال لها الولد بصوت مبحوح:
– “مش هتشربي؟”
فابتسمت وقالت:
– “أنا استحمل شوية… لكن أنت محتاجها أكتر.”
المشهد الثالث: قرار صعب… وقلب كبير
في البداية، فكّرت ليلى في أنها قد تحتاج الماء لاحقًا، لكن بمرور اللحظات، أدركت أن العطاء الحقيقي لا ينتظر المقابل، ولا يحسب الحسابات.
ومن ثم، أعطت الولد باقي الزجاجة وقالت له:
– “خليك قوي… الواحة مش بعيدة، هنوصلك لها.”
المشهد الرابع: المعجزة
بعد ساعة من المشي، بدأت الشمس تغيب، وظهر في الأفق ظل نخيل. كانت هذه هي الواحة!
المفاجأة كانت أن والد الولد كان من سكان الواحة، وكان يبحث عنه منذ الأمس.
وبمجرد أن وصلوا، أكرم الرجل القافلة كلها، وأصرّ على مكافأة ليلى. لكنها قالت:
– “أنا عملت اللي حسيت إنه صح، مش علشان آخد حاجة.”
ومع ذلك، أعطاها عقدًا صغيرًا من الفضة كذكرى للعطاء النقي.
المشهد الخامس: الدرس
في النهاية، تعلمت ليلى أن العطاء لا يضيع، حتى لو لم ننتظر مقابله.
بل أحيانًا، الأثر الذي يتركه في القلوب هو المقابل الحقيقي.
✅ الخلاصة:
العطاء مش لازم يكون كتير… لكنه لما يكون نابع من القلب، بيغيّر حياة حد تاني — ويمكن كمان يغير حياتنا إحنا.