قصص وحكايات لأطفال : قصة مين صاحب الفكرة

قصص وحكايات لأطفال : قصة مين صاحب الفكرة


🎬 المشهد الأول: على السفرة

كان وقت الغدا،
و”مريم” قاعدة بتاكل وهي ساكتة ومضايقة، وعلى وشها نظرة مكسوفة.
أمها لاحظت، وسألت بهدوء:
– “مالك يا مريم؟ ليه ساكتة كده؟”

بعد لحظة صمت،
قالت مريم:
– “مفيش يا ماما، بس أنا… قلت لصاحبتي إنها غلطت في رسمتها، ورحت عملت نفس الفكرة بتاعتها، وقدمتها للميس… وكسبت أنا.”

سكتت مريم،
لكن الأم ما علّقتش فورًا…
بدل كده، ابتسمت وقالت:
– “تعالي أحكيلك حكاية حصلتلي زمان…”


🎬 المشهد الثاني: ذكريات من الشغل

قالت الأم وهي بتبص في الطبق، كأنها شايفة مشهد قديم:
– “وأنا قدّك كده كنت بشتغل في شركة…
كنت بقعد أكتب أفكار الحملات وأسهر عليها، أرتبها وأراجعها كأنها مشروعي الشخصي.”

ثم أضافت:
– “لكن، زميلتي كانت بتدخل تاخد كل حاجة…
نفس الكلمات، نفس العناوين، حتى ترتيب الصور.
ماكنتش بتستأذن، ولا مرة قالتلي: علّمني.
كانت تنسب كل اللي باكتبه لنفسها، وتبتسم كأنها ماعملتش حاجة.”


🎬 المشهد الثالث: الشعور بالخذلان

قالت مريم وهي متفاجئة:
– “يعني كانت بتسرق شغلك يا ماما؟!”

ردت الأم بحنان:
– “أيوه يا حبيبتي… وكل مرة كنت بقول لنفسي: مش مهم.
لأن ربنا شايف، وأنا بشتغل عشان أرضيه مش عشان شكر من حد.”

وأضافت:
– “عارفة إيه اللي اكتشفته؟
إنها بعد فترة، لما اضطرت تشتغل لوحدها، وقعت…
مقدرتش تكمل، لأن اللي بيعيش على تعب غيره، عمره ما يعرف يخلق حاجة من نفسه.”


🎬 المشهد الرابع: التربية بالحب

وهنا، بصّت الأم في عين بنتها وقالت:
– “أنا مش زعلانة إنك غلطتي… أنا زعلانة إنك ما فهمتيش قيمة تعب صاحبتك.”

ثم تابعت:
– “مش عيب إنك تتأثري أو تحبي فكرة غيرك…
العيب إنك تنسبيها لنفسك وتحرمي التانية من حقها.
اعملي فكرتك، حطي لمستك، واعملي أحسن منها كمان… بس من جواكي، مش من غيرك.”


🎬 المشهد الخامس: الدرس اللي هيفضل

بعد لحظات من الصمت،
قالت مريم بصوت هادي:
– “أنا هعتذر لصاحبتي، وهقول للميس الحقيقة.”
ابتسمت الأم وقالت:
– “كده بنتي اللي أنا ربيتها…”

وأخيرًا،
رفعت مريم عينيها وقالت:
– “وهبدأ أشتغل على فكرتي أنا… حتى لو بسيطة.”


“نتعلم إيه من قصتنا النهاردة؟”

نتعلم إن التعب مش عيب… وإن طلب المساعدة مش ضعف.
ونتعلم كمان إن مشكلتنا مش في التقليد، لكن في نقل الشغل من غير إذن، ومن غير لمسة شخصية.

الناس مش هتفتكرك علشان أخدت فكرة حلوة…
لكن هيفتكروا لمستك، طريقتك، وإنتَ مين لما اشتغلت من جواك.

وأهم درس؟
اللي بيشتغل بضمير، حتى لو ماخدش حقه في البداية،
ربنا هيكرّمه بوقته…
واللي بيسرق التعب، دايمًا بيتكشف لما يطلب منه يبدع من نفسه.