قصة الدكتور المنقذ

القيمة: الإنسانية قبل المهنة
النوع: قصة واقعية درامية , قصة الدكتور المنقذ


المشهد الأول: في صالة الانتظار

كان الوقت بيعدي ببطء، والسخونة في الجو خنقت الكل.
في تمام الساعة السادسة مساءً، كانت عيادة الدكتور “محمود نجيب” مليانة مرضى، والكل مستني.

واحدة ست كبيرة قالت بنفاد صبر:
– “هو فين الدكتور؟ بقالنا أكتر من ساعة مستنيين!”
ورد عليها شاب صغير:
– “ده المفروض دكتور ملتزم جدًا… أول مرة يتأخر كده!”

ومع مرور الوقت، بدأت الناس تتململ أكتر، وكل واحد فيهم بيبص في ساعته باستغراب.


المشهد الثاني: على الطريق السريع

في نفس اللحظة، وعلى بُعد عدة كيلومترات من العيادة، كان الدكتور محمود واقف في وسط الطريق السريع.
عربيته راكنة على جنب، وجنبه راجل غريب غرقان في دمه.

منذ دقائق قليلة فقط، كان الدكتور سايق في طريقه المعتاد للعيادة، لحد ما لمح حادث على جانب الطريق.
دون تردد، وقف بالعربية ونزل يجري، ولما شاف المصاب، حط شنطته على الأرض وبدأ يسعفه بكل ما عنده من مهارة.

وبينما الكل بيصوّر بالموبايلات، الدكتور كان بيضغط على الجرح وبيقول للراجل:
– “هتكون كويس، أنا دكتور… بس استحمل شوية.”


المشهد الثالث: جوه الإسعاف

بعد دقائق مرهقة، وصلت سيارة الإسعاف، وكان الدكتور بيركب معاهم وهو ماسك إيد الراجل.

رغم التعب، فضّل يكمّل معاه لحد المستشفى، يطمن عليه بنفسه.
المسعف بيقوله:
– “كان ممكن تسيبه وتمشي، عندك شغلك بردو.”
لكن الدكتور بيرد بابتسامة هادية:
– “لو شغلي يمنعني أكون إنسان… يبقى مش شغل بجد.”


المشهد الرابع: العيادة لسه مستنية

في هذه الأثناء، المرضى لسه قاعدين في العيادة، والتوتر زاد.
واحد من اللي قاعدين قال:
– “ما ينفعش كده! المفروض يحترم معاداته!”

وفجأة، دخل الشاب اللي شاف الحادث وصوّر اللي حصل.
وقف قدام الناس وقال:
– “أنتو مستنيين دكتور؟
أنا شفت دكتور بيسيب عربيته وينزل يسعف واحد بيموت… هو ده الدكتور اللي مستنيينه.”


المشهد الخامس: بعد ساعتين

رجع الدكتور محمود للعيادة، هدومه فيها بقع دم، شكله مرهق… لكن ملامحه كلها رضا.
قبل أن يتكلم، وقف الجميع وسكتوا.
واحدة من المرضى قالت له:
– “آسفين يا دكتور… اتسرعنا في الحكم.”

الدكتور ابتسم وقال:
– “أنا آسف إني اتأخرت… بس فيه حاجات ساعات بتستحق إننا نتأخر علشانها.”


النهاية: الفرق بين الوظيفة والرسالة

في نهاية اليوم، ماكانش في حد زعلان من التأخير، بالعكس… كل واحد خارج من العيادة بيحكي القصة.

وهنا كانت الرسالة واضحة:
مش كل شغل بيتقاس بالساعة، في شغل بيتقاس بالقلب.