قصة عامل النظافة في كلية الطب – درس لن ينساه الطلاب
المشهد الأول – بداية الامتحان
في صباح يوم مشمس من أيام شهر يونيو، اجتمع طلاب الفرقة النهائية بكلية الطب في القاعة الكبيرة لأداء امتحانهم الأخير.
جلس عمرو في الصف الأمامي وهو يراجع ملاحظاته الأخيرة، بينما كانت سارة تهمس لصديقتها نهى قائلة:
“ربنا يستر… الدكتور سامي مشهور بأسئلة معقدة جدًا.”
وبينما بدأ المراقبون توزيع أوراق الامتحان، ساد القاعة صمت تام، حتى أن صوت تقليب الأوراق كان مسموعًا بوضوح.
المشهد الثاني – السؤال المربك
وعلى الفور، قلب الطلاب الصفحة الأولى، ولكن بدلاً من أن يجدوا أسئلة في التشريح أو علم الأمراض، فوجئوا بسؤال واحد فقط، مكتوب بخط واضح وعريض:
“اكتب اسم عامل النظافة في الكلية.”
رفع محمود حاجبيه بدهشة، وهمس: “هو بيهزر؟”
بينما أطلقت نهى ضحكة عصبية وقالت: “يا جماعة… هو عاوزنا نرسب ولا إيه؟”
المشهد الثالث – حالة القاعة
بدأت الهمسات تنتشر بين المقاعد، وارتفعت بعض النظرات المستفسرة نحو المراقبين الذين اكتفوا بالصمت.
مرّت الدقائق ثقيلة، والطلاب ممزقون بين محاولة تذكر الاسم، وبين التفكير في سبب هذا السؤال الغريب.
المشهد الرابع – دخول الدكتور سامي
وفجأة، فُتح باب القاعة، ودخل الدكتور سامي بخطوات ثابتة، وابتسامة هادئة مرسومة على وجهه.
وقف في مقدمة القاعة، ونظر إلى الطلاب واحدًا واحدًا، ثم قال:
“أعرف أنكم مستعدون لهذا الامتحان من الناحية العلمية، لكني أردت أن أختبر شيئًا آخر.”
المشهد الخامس – الدرس الذي لن يُنسى
توقف قليلًا، ثم أكمل قائلاً:
“الطب ليس فقط تشخيص أمراض ووصف أدوية، الطب هو أن ترى الإنسان أمامك بكامل قيمته.
عامل النظافة الذي يمر بينكم يوميًا، اسمه عم حسن. هو يفتح القاعات قبلكم ويغلقها بعدكم، ينظف الأرضيات التي تسيرون عليها، ويتأكد أن المكان مهيأ لكم لتتعلموا وتنجحوا.”
المشهد السادس – الصمت والوعي الجديد
ساد الصمت القاعة، وشعر الجميع بنوع من الخجل والامتنان في الوقت نفسه.
رفعت سارة يدها وقالت بهدوء: “مش هننسى اسمه بعد النهارده، يا دكتور.”
ابتسم الدكتور سامي وقال: “الاحترام أهم من أي شهادة… لأنه هو ما يجعلك طبيبًا بحق.”
المشهد السابع – بعد الامتحان
وعندما خرج الطلاب من القاعة، كان عم حسن يقف عند الباب بابتسامته المعتادة، لكن هذه المرة، قال له الجميع:
“صباح الخير يا عم حسن.”
ومنذ ذلك اليوم، صار اسمه محفورًا في قلوبهم، ليس فقط كعامل نظافة، بل كجزء من رحلتهم نحو أن يصبحوا أطباء حقيقيين.
📌 الحكمة: الاحترام هو أساس الإنسانية قبل أن يكون أساس المهنة.