حدوتة جدتي : قصة عن التضحية والصداقة الحقيقية

حدوتة جدتي : قصة عن التضحية والصداقة الحقيقية

كانت الجدة فاطمة تحب تجمع أحفادها حولها كل ليلة، وتجلس تحت شجرة التوت الكبيرة تحكي لهم حكاياتها المشوقة. الأحفاد كانوا بيستمتعوا بكل كلمة تقولها جدتهم، لأنها كانت بتعرف تحكي الحكايات بشكل رائع وبأسلوب يخليهم يتخيلوا الأحداث قدامهم وكأنهم عايشينها بنفسهم. وفي ليلة من الليالي، جلس الأحفاد وقالوا لها: “يا جدتي، احكي لنا حكاية عن الصداقة الحقيقية. يعني إيه يكون ليكِ صديق حقيقي؟”

الجدة فاطمة ابتسمت وقالت: “الصداقة الحقيقية دي أجمل حاجة في الدنيا، لأنها مش مجرد كلام، دي أفعال ومواقف بتحصل لما بتحبي حد من قلبك وبتفكري فيه قبل نفسك. خليني أحكي لكم حكاية اتعلمت منها معنى الصداقة الحقيقية.”

“كان فيه بنتين في المدرسة اسمهم مريم وسلمى، كانوا دايمًا مع بعض، بيلعبوا سوا، وبيذاكروا سوا، وبينقذوا بعض وقت الشدة. في يوم من الأيام، مريم كانت بتعدي يومها عادي في المدرسة، لكن لما جت ساعة الانصراف، اكتشفت إنها ضاع منها كل مصروفها. فضلت تدور عليه في شنطتها، بين الكتب والكراسات، لكن مافيش فايدة. بدأت مريم تبكي، مش عشان المصروف بس، لكن لأنها معندهاش فلوس تروح بيها البيت.”

“سلمى، اللي كانت صاحبتها المخلصة، شافتها بتبكي وجريت عليها تسألها: ‘مالكِ يا مريم؟ ليه بتبكي؟’ مريم قالت لها: ‘ضاع مني كل مصروفي ومش عارفة أعمل إيه، مش عارفة حتى أروح البيت.’ سلمى فضلت تدور معاها وتقلب كل مكان حواليهم، لكنها ملقتش الفلوس برضه. سلمى كانت معاها مصروفها بتاع اليوم، 100 جنيه، لكنها شافت إنه كفاية إنها تساعدها في البحث ومافكرتش إنها تديها من مصروفها.”

منحة مجانية لطلاب الإبتدائي من وزارة الاتصالات

 

“وبينما هما بيدوروا، جت بنت ثالثة اسمها ليلى، وكانت ليلى دايمًا مبتسمة وبتحب تساعد الناس. سألتهم: ‘مالكِ يا مريم؟ ليه زعلانة كده؟’ مريم حكت لها إنها ضاع منها مصروفها، وإنها مش عارفة هتعمل إيه. ليلى، بكل طيبة قلب، قالت لها: ‘ما تزعلشِ، الحمد لله، قدّر الله وما شاء فعل. أنا معايا 5 جنيه، خديهم ومتزعليش.’ ليلى كانت فعلاً معاها 5 جنيه بس، لكن قدمتهم بكل حب وطيبة لقلبها رغم إن مش باقي معاها غيرهم.”

“سلمى، اللي كانت سامعة وشايفة الموقف ده، حسّت بالخجل من نفسها، وإنها كانت تقدر تساعد أكتر من كده. قررت سلمى إنها تدي مريم 5 جنيه برضه، لكن بالرغم من إنها كانت عندها 100 جنيه، اختارت إنها تحتفظ بالباقي لنفسها. مريم شكرت ليلى وسلمى من قلبها، وحست إنهم أصدقاء حقيقيين وإنها محظوظة بيهم.”

“مرت الأيام، وفضلت مريم وليلى وسلمى صاحبات أكتر من الأول. وفي يوم من الأيام، المدرسة قررت تعمل مسابقة كبيرة، والجائزة كانت عروسة جميلة أوي وغالية الثمن و كانت ليلى نفسها فيها من زمان. ليلى اشتركت في المسابقة، وبفضل مجهوداتها وإصرارها، فازت بالجائزة الكبيرة. الجدة فاطمة بصت للأحفاد وقالت: ‘عارفين ليه ليلى كسبت الجايزة؟ لأنها لما كانت مريم في أزمة، ليلى عطت كل اللي معاها من غير تردد. ربنا شاف قلبها الطيب وكافأها بحلم كانت بتدور عليه.'”

حدوتة جدتي : قصة عن التضحية والصداقة الحقيقية
حدوتة جدتي : قصة عن التضحية والصداقة الحقيقية

“أما سلمى، اللي ساعدت مريم لكن فضلت محتفظة بمعظم فلوسها لنفسها، حصلت على جايزة صغيرة، لكنها ما كانتش بنفس قيمة جايزة ليلى. الجدة فاطمة قالت: ‘مش معنى ده إن سلمى وحشة، لكن فيه فرق بين اللي بيضحّي بكل ما يملك وبين اللي بيدي جزء بسيط ويحتفظ بالباقي لنفسه. الصداقة الحقيقية بتبان وقت التضحية، لما تحطي مصلحة صاحبتكِ قبل نفسكِ.'”

الأحفاد سمعوا القصة بكل انتباه، وكل واحدة فيهم كانت بتفكر إزاي ممكن تكون صديقة حقيقية زي ليلى. الجدة فاطمة ختمت حكايتها وقالت: “الصداقة الحقيقية هي إنكِ تكوني دايمًا جنب صديقتكِ وقت الشدة، وإنكِ تساعديها بكل ما تقدري من غير ما تستني مقابل. لأن الخير اللي بتعمليه، ربنا بيرده لكِ بأجمل شكل ممكن.”

حكاية عن الإيثار والتضحية والصداقة الحقيقية
حودايت قبل النوم قصة للأطفال قصص وحودايت للصغار
حكايات ماما قصص طريفة حدوتة جدتي قصص حيوانات الغابة حكايه القرد

 

اترك رد