حدوته جدتى : الصبي الشجاع والضيعة المظلومة

حدوته جدتى : الصبي الشجاع والضيعة المظلومة

كان يا ما كان في قديم الزمان، وفي قرية صغيرة بين الجبال والوديان، كانت تعيش جدة تُدعى “حبيبة” مع أحفادها الصغار. في إحدى الأمسيات، وبعد أن تجمع الأحفاد حول الجدة في ضوء القمر وسكون الليل، قررت حبيبة أن تحكي لهم حدوتة عن “عزّو”، الصبي الشجاع الذي حاول تغيير مصير قريته.

حدوته جدتى : الصبي الشجاع والضيعة المظلومة
حدوته جدتى : الصبي الشجاع والضيعة المظلومة

بداية الحكاية: قرية مظلومة تحت حكم الظلم

كانت قرية عزو، “الضيعة الصغيرة”، تعاني من ظلم مستمر. كانت هناك مجموعة تُدعى “الهُليبة” تأتي كل موسم حصاد وتأخذ ما يريدونه من خير القرية دون استئذان، وتترك الأهالي بلا شيء سوى ما يسد رمقهم. حاول الأهالي مقاومة الهليبة عدة مرات، لكنهم فشلوا، وأصبحوا خائفين من المحاولة مجددًا. فضلوا السكوت وتحمل الظلم على المواجهة، إذ ظنوا أن أي مقاومة قد تؤدي إلى خرابهم بالكامل.

أكبر منحة مجانية لطلاب الإبتدائي من وزارة الاتصالات

لكن عزّو، ابن أحد الفلاحين البسطاء، لم يستطع السكوت. كان يرى في كل مرة كيف يعود الهليبة وهم محملين بالغنائم، بينما أهل قريته يعانون من الفقر والقلة. كان عزّو يعتقد أن الصمت والرضا بما هو متاح ظلم أكبر من الهليبة أنفسهم.

الحلم بالتغيير: عزّو يُفكر في الحل

بدأ عزّو يفكر في خطة محكمة لحماية قريته. لكنه كان يدرك أن الفكرة قد ترفضها القرية خوفًا من المجهول. فالأهالي اعتادوا الخوف والاستسلام، وكان من الصعب عليهم تخيل مستقبل مختلف. رغم ذلك، قرر عزو ألا يستسلم لمخاوفهم، وبدأ يسأل نفسه: “كيف أستطيع تغيير عقولهم؟ وكيف يمكنني أن أجعلهم يرون الأمل بدلاً من الخوف؟”

الخطة الجريئة: عزّو يُقنع أهل القرية

في أحد الأيام، وقف عزّو وسط ساحة القرية ودعا الأهالي إلى اجتماع طارئ. قال لهم: “أيها الأهالي، نحن نعاني منذ سنوات، ونعيش في خوف دائم من الهليبة الذين يسلبوننا كل ما نملك. لكن أليس من حقنا أن ندافع عن أرزاقنا؟ أليس لنا حق في الخير الذي نزرعه؟”

بدأ البعض يتهامس، وكانت النظرات بين الخوف والاستنكار. حاول شيخ القرية أن يهدئ من عزّو قائلاً: “يا بني، الهليبة أقوى منا، وأعدادهم أكبر. نحن لا نملك سلاحًا لنواجههم، ولا نملك الشجاعة الكافية.”

لكن عزّو أصر وقال: “القوة ليست في السلاح فقط، بل في الإرادة والعزيمة. لماذا لا نحاول؟ إذا توحدنا ووقفنا معًا، سيكون بإمكاننا طردهم.”

تنفيذ الخطة: أهل القرية يتحدون لأول مرة

أخيرًا، استطاع عزو إقناع بعض الشباب والشابات بالانضمام إليه. قرروا أن يُعدّوا كمينًا للهليبة في المرة القادمة التي يأتون فيها. وزّعوا الأدوار وأخفوا أدواتهم وأسلحتهم البسيطة بين الأشجار والصخور المحيطة بساحة القرية. كان لديهم خطة مُحكمة لاستدراج الهليبة ومنعهم من الهروب.

عندما جاء الهليبة في موعدهم المعتاد، كان الأهالي مستعدين. وما إن دخل الهليبة إلى الساحة حتى حاصرهم أهل القرية، وأمطروهم بالحجارة والعصي من كل جانب. فوجئ الهليبة بتكاتف أهل القرية، وحاولوا المقاومة، لكنهم لم يستطيعوا الصمود طويلاً. وفي النهاية، فرّ الهليبة وتركوا ما سرقوه من أهل القرية.

بداية عهد جديد: الحرية تعود للقرية

بعد طرد الهليبة، شعر أهل القرية بشيء غريب.. كان ذلك الشعور هو “الحرية”. أدركوا أنهم قادرون على حماية حقوقهم، وأن التكاتف والشجاعة كانا الحل الأمثل للتغلب على الظلم. أصبح عزّو بطل القرية، ولم يعد هناك خوف أو خضوع.

مع مرور الوقت، تغيرت حياة القرية. أصبح الأهالي يعملون بجد، وأصبحت قريتهم مزدهرة، ولم يتجرأ الهليبة على الاقتراب منها مرة أخرى. كانت فكرة عزّو تُعتبر مجنونة في البداية، لكن شجاعته وثقته بنفسه جعلت الجميع يؤمن بها، وبهذا بدأ عهد جديد.

ختام الحكاية: الحكمة من القصة

قالت الجدة حبيبة لأحفادها: “أتعلمون يا أحبائي، لقد رفض أهل القرية فكرة التغيير في البداية لأنهم كانوا خائفين من المجهول. لكن عزّو، برؤيته وشجاعته، أضاء لهم الطريق. فلا تدعوا الخوف يمنعكم من تحقيق أحلامكم، واعلموا أن القوة في الاتحاد والثقة بالنفس.”

اترك رد