قصة أحمد ونصيحة جدته

حدوتة جدتي: قصة أحمد ونصيحة جدته

كان أحمد طفلًا نشيطًا وذكيًا، يحب المغامرات ويعشق استكشاف الأماكن الجديدة. لكنه كان يعتقد دائمًا أن نصائح الكبار ليست سوى كلمات تقليدية لا تناسب حياته الحديثة. جدته، السيدة عائشة، كانت دائمًا تنصحه بحب وتوجهه برفق، لكنها لاحظت أنه يتجاهل كلامها باستمرار، خاصة عندما يتعلق الأمر بالاحتياطات وأهمية الاستعداد لأي موقف.

قصة أحمد ونصيحة جدته

 رفض النصيحة

في أحد أيام الصيف، قرر أحمد مع أصدقائه الذهاب في رحلة إلى الغابة القريبة لاستكشافها وقضاء وقت ممتع. وقبل خروجه من المنزل، قالت له جدته:
“يا أحمد، الغابة ليست مكانًا عاديًا. خذ معك حقيبة فيها ماء، مصباح يدوي، وبعض الطعام. وكن حذرًا من التجول بعيدًا عن أصدقائك.”

لكن أحمد، وهو يضع سماعات الأذن، رد بسرعة دون أن ينظر إليها:
“لا تقلقي يا جدتي، سأكون بخير، ولا حاجة لكل هذه الأشياء!”

الدخول إلى الغابة

انطلق أحمد مع أصدقائه، وكانت البداية مليئة بالضحك والتسلية. ركضوا في الممرات بين الأشجار العالية، وجمعوا بعض الأوراق الغريبة، والتقطوا الصور. لكنهم لم ينتبهوا أن الغابة كبيرة ومعقدة، وأنهم ابتعدوا كثيرًا عن نقطة البداية.

فجأة، تغير الطقس، وبدأت الغيوم تتجمع في السماء. هبت رياح قوية، وبدأ المطر يهطل بغزارة. تفاجأ الجميع، ولم يكن لديهم أي وسيلة للوقاية من المطر. هنا بدأت الصعوبة الحقيقية.

اللحظة الحاسمة: الضياع والخوف

بينما كانوا يحاولون البحث عن مخرج، انزلق أحمد على الأرض الموحلة، وابتعد عن أصدقائه دون أن يشعر. عندما نهض، وجد نفسه وحيدًا وسط الظلام، حيث لم يكن يسمع سوى أصوات الحيوانات والرياح.

بدأ الخوف يتسلل إلى قلبه، وندم بشدة لأنه لم يستمع لنصيحة جدته. تذكر كلامها عن أهمية المصباح اليدوي والماء والطعام. جلس تحت شجرة محاولًا التفكير في طريقة للخروج من المأزق.

المساعدة غير المتوقعة

بينما كان أحمد يشعر باليأس، لمح ضوءًا خافتًا في المسافة. قرر أن يتجه نحوه بحذر، واكتشف أنه كوخ قديم يسكنه رجل مسن. طرق الباب، وفتح الرجل بابتسامة طيبة.
“أهلاً يا صغيري، ماذا تفعل هنا وحدك في هذا الطقس السيئ؟”
حكى أحمد للرجل قصته، فقدم له الرجل مأوى وطعامًا دافئًا، وساعده في الاتصال بفرق الإنقاذ باستخدام جهازه اللاسلكي.

العودة إلى المنزل: الاعتذار والدرس المستفاد

بعد ساعات طويلة، وصلت فرق الإنقاذ وأعادت أحمد إلى المنزل. عندما دخل، هرع إلى جدته وعانقها قائلاً:
“جدتي العزيزة، كنت مخطئًا جدًا في تجاهل نصائحك. تعلمت اليوم أن حكمتك وتجاربك هي أعظم ما أملك.”

 قيمة احترام الكبار

منذ ذلك اليوم، تغيرت تصرفات أحمد تمامًا. أصبح يستمع إلى نصائح جدته ويأخذها بجدية. أدرك أن احترام الكبار يعني تقدير حكمتهم وخبراتهم التي تشكل درعًا في مواجهة الحياة.

أكبر منحة مجانية لطلاب الإبتدائي من وزارة الاتصالات

 

اترك رد